أخبار الحوزة العلمية

لقاء الله تعالى كلمة لسماحة الشيخ عبد الرضا الرويمي في مجلس درسه

 لقاء الله تعالى  كلمة لسماحة الشيخ عبد الرضا الرويمي في مجلس درسه
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

لقاء الله تعالى

كلمة لسماحة الشيخ عبد الرضا الرويمي في مجلس درسه

 

 

الرويمي من خلال موعظته الأسبوعية يوضح ماهو المراد من اللقاء بالله سبحانه وتعالى 

 

افتتح سماحة الشيخ عبدالرضا الرويمي موعظته الأسبوعية بالآية المباركة بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (الكهف اية 110) 

 

حيث قال سماحته ماهو المراد بلقاء الله سبحانه وتعالى ؟ هل الله سبحانه وتعالى في مكان او جهة حتى نقصده ؟ الجواب كلا والف كلا لانه منزه عن المكان والزمان والجسمية اذن فماهو المراد من لقاء الله سبحانه وتعالى؟ 

الجواب / المراد هو اللقاء الجوانحي الإحساس الباطني بوجود الله سبحانه وتعالى الشعور بالوجدان ان الله سبحانه وتعالى معنا في حركتك في درسك في علاقتك مع عائلتك ان تستشعر وجود الله سبحانه وتعالى شعوراً حقيقياً وجدانياً هذا هو اللقاء بالله سبحانه وتعالى .

 

ووضح سماحته ان اللقاء بالله سبحانه وتعالى على قسمين : 

 

القسم الاول : اللقاء بالله سبحانه وتعالى بالآخرة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (سورة الانشقاق اية  6) اللقاء الاخروي حينما ينفخ في الصور نقوم الى الله سبحانه وتعالى لقاء ليس ماديا وانما لقاء وجداني إحساسي قلبي واللقاء في ذلك اليوم الانسان حينما يرى أهوال يوم القيامة ويرى ما يحصل سيكون على يقين ويرى الله سبحانه وتعالى برؤية ناصعة وإحساس قلبي لانه يرى كل شيء أمامه قال تعالى (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.) وهذا ليس مختصا بواحد منا وانما قضية عامة كلنا نحشر يوم القيامة وكل من يحشر يشعر بلقاء الله سبحانه وتعالى

 

القسم الثاني : اللقاء مع الله في الحياة الدينا حينما يسأل امير المؤمنين عليه السلام : هل رأيت ربك ؟ فيقول عليه السلام ويلك كيف اعبد رباً لا أراه .

وهذا اللقاء بالله سبحانه وتعالى في الدنيا 

 

ومن خلال موعظته بين ان القسم الثاني من اللقاء يكون على نوعين :

النوع الاول : لقاء الاضطرار والابتلاء والحاجة اي ان الانسان اذا وقع بمصيبة او بلاء من كرب الدينا  هذا الانسان يتوجه بكل جوارحه وجوانحه الى الله سبحانه وتعالى تجد هذا الانسان يدعوا الله تعالى قائما وقاعدا ان يكشف الله عنه هذاالضر والبلاء قال تعالى (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (سورة يونس12).

وان كان اقبالا جيدا ولكنه مذموم بحسب لغة القران الكريم لانه بعد ان يكشف عنه الله سبحانه وتعالى الضر والبلاء تجده ينكس وينسى ويرجع الى الغفلة عن الله سبحانه وتعالى وهذا اللقاء مصلحي أّني في وقت الحاجة وليس مثل هذا اللقاء مطلوب مع الله سبحانه وتعالى 

 

النوع الثاني : اللقاء بالله سبحانه وتعالى الذي ينشأ عن أرادة لقاء الحب لقاء العشق لله سبحانه وتعالى باختياره يتوجه الى الله سبحانه وتعالى يشعر بقلبه وجود الله تعالى وجودا حقيقيا يرتبط بالله سبحانه وتعالى ارتباطا وجدانيا حقيقيا ارتباط العبد بمولاه هذا الارتباط ألذي يمتدحه القران الكريم وقد اشارسماحته ماسبب عدم الشعور بالله سبحانه وتعالى : ولكن من حقنا ان نسال انفسنا مالنا لا نستشعر في الارتباط بالله سبحانه وتعالى في كثير من أوقاتنا نبتعد عن الله سبحانه وتعالى وانا لا اتكلم عن الشاب البعيد عن الشريعة وعن الله سبحانه وتعالى الذي يعصي الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا هذا واضح بسبب ابتعاده عن الله سبحانه وتعالى بالمعاصي وتكون حاجزاً بينه وبين الله سبحانه وتعالى وبينه وبين الإحساس بلقاء الله سبحانه وتعالى لكن نتكلم عنا نحن طلبة الحوزة العلمية ندرس علوم اهل البيت عليهم السلام نبلغ رسالات الله تعالى لماذا نحن نصلي ونصوم ولا نرتكب المحرمات ولا ناكل الحرام لماذا كثير من الأحيان لا نستشعر بوجود الله سبحانه وتعالى ونغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى عندما نبحث عن سبب ذلك نجد ان السبب هو الغشاوة التي تحصل على قلب المؤمن بسبب ذكره للدنيا وتعلقه بالدنيا ذكر الدنيا وتعلقه بها يشكل ضبابا على قلوبنا ويبعدنا عن الله سبحانه وتعالى 

 

والحمد لله رب العالمين .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار