المقالات والبحوث

نعش الخلود بقلم صفية الجيزاني .

نعش الخلود     بقلم صفية الجيزاني .
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

 المجمع العلمي لجامعة الزهراء 

 

نعش الخلود 

 

بقلم صفية الجيزاني .

 

بعد اكثر من الف واربعمائة عام من التضييع والظلامة حيث غادرت بضعة النبي الاكرم (ص) الدنيا وهي ابنة ثمانية عشر عاما ودفنت ليلا ولم يحضر دفنها الا القلائل من اصحاب ابيها ممن اختارهم هي وامير المؤمنين (ع) ولم يعرف موضع قبرها...... آن الاوان الى ان تنصف الامة بنت نبيها... آن الاوان لاحياء معاني الحركة الرسالية لفاطمة الزهراء عليها السلام وتجديد قضيتها لتعرض للعالم اجمع. لتعرف البشرية جمعاء طريق الحق الذي رسمته فاطمة الزهراء.. كيف لا وهي سلام الله عليها من دافع بكل قوة وشجاعة عن المسار الصحيح لحركة الاسلام ووقفت في وجه الانحراف ولم تسكت عن الظالمين والفاسدين بل خرجت لايقاظ امة ابيها من غفلتهم وترشدهم الى القيادة الحقة التي يريدها الله تعالى. فأنقذت الاسلام من خطر الزوال بزوال وهلاك اولئك الحكام المنحرفين.. لقد قالت الزهراء ان هؤلاء لايمثلون الاسلام والدين ولا يمثلون الرسول (ص). 

وهكذا مجهولية قبرها عليها السلام حيث اوصت بأخفاء قبرها وعدم السماح للقوم بحضور تشييعها... فنحن اذ نحيي ذكرى الصديقة الكبرى فأنما هو احياء لهذه الحقيقة ايضا فهي سلام الله عليها أعطت المقياس والحد الفاصل بين الفكرة والتطبيق وانقذت الاسلام من خطر التشويه والزوال بسبب تصرفات الحكومات المنحرفة.. 

لذا فان نصرتها ورفع الظلامة عنها يعني الاهتداء لطريق الحق الذي رسمته ورضيت عنه سلام الله عليها مادام رضاها علامة على رضا الله تعالى ورفضها دليلا على غضبه سبحانه وتعالى

ومن اجل ذاك الموقف العظيم الذي وقفته الزهراء عليها السلام وخلدته عبر التاريخ... تهافتت الارواح قبل الاجساد واتجهت قلوب العاشقين من كل صوب وهي تسير كالبحر الذي لاحت اطرافه الافق، عشرات الآلاف من الموالين الذين يحملون نعش الخلود بعد ان حمله القلائل من الاصحاب.... ذلك النعش الذي هو سبب لنزول البركات ونيل الالطاف الالهية.. فكم من مريض شفي ببركة هذا النعش وكم من طالب للحقيقة قد اهتدى وكم وكم... 

نعم لقد آن الاوان لترفع الظلامة والانتصار للحق والحقيقة... خرجت هذه الحشود الموالية لتبين للبشرية جمعاء ان الزهراء (ع) ميزان الحق وان يومها هو يوم الفرقان وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها... خرجت ملبية نداء المرجعية الرشيدة التي نطقت بتلك الكلمات النورانية:

((( قوموا لنرفع الظلامة عن فاطمة الزهراء وننصرها ونظهر عزتها وكرامتها ونشيعها نهارا جهارا ولنرغم انوف ظالميها وشانئيها وتوسلوا الى الله تعالى بفاطمة الزهراء لقضاء حوائجكم وان يكشف البلاء عن هذا البلد الكريم وشعبه الأبي فأنه لاترد لكم حاجة... ويدخلكم في شفاعة الزهراء عليها السلام حين تلتقط شيعتها ومحبيها يوم الحشر كما يلتقط 

الطير الحب الجيد من الحب الردئ ولايشفعون الا لمن ارتضى))) *1

-------------------

 

1-المرجع الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله)

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار