سيصدر قريبا من مركز الإمام الصادق عليه السلام للدراسات والبحوث الاسلامية التخصّصية كتاب (القرض بناء اجتماعي) لفضيلة الشيخ قيس الطائي دامت توفيقاته .

جاء في مقدمته :( الاسلام رساله الهية استهدفت بناء الفرد والجماعة بناء اخلاقیا وعقائديا متماسكا ، فقد ربطت ربطا وثيقا بين مایعتنقه المسلم من عقيدة حقة وبين مایکون علية سلوكه وتصرفاته وأخلاقه في مجتمعه. 

فالجانب الاخلاقي ومراقبة الضمير الانساني يشكل سلطة داخلية تراقب تطبيق القانون والنظام قبل كل شيء.

ومن التشريعات الالهية التي اتصفت بالبعد الأخلاقي الاجتماعي والتربوي مسالة القرض بما له من الأثر الكبير في قضاء حوائج المؤمنين وتيسير أمورهم المجتمعية. وهي مع كونها معاملة مالية أو تتعلق بامور مالية الا ان لها الأثر الواضح في تكافل المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وقد حرص الاسلام على ترسيخ هذه القواعد .

 فالاسلام يريد أن يجعل من الدين ظاهرة حضارية - انسانية وعملا اخلاقيا ساميا ويرفض أن یکون الدین قانونا لاستغلال البشر وان لا يكون اداة بيد الجشعين والانتهازيين من الرابين ومصاصي دماء الشعوب ممن فقد التربية الأخلاقية والاسرية او كان يعاني من امراض نفسية دعته الى ان يرتكب هذه الجرائم المجتمعية وفقد رقابة الضمير على سلوكياته وافعاله.

لذا نجد الاسلام حرم الربا بكل اشكاله عدا مورد او موردین من الأمور الجزئية الخاصة اصلا بالبناء الأسري الرصين الا وهما الربا بين الوالد والولد وبين الزوج والزوجة.

وبالمقابل اعتبر القرض افضل من الصدقة ومن يقرض محتاجا يقضي حاجته فكانما اقرض الله قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر کریم) الحديد : 11 .

وعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم أنه قال (الف درهم اقرضها مرتين أحب إلي من أن أتصدق بها مرة...)