المقالات والبحوث

علي وليد الكعبة - بقلم صفية الجيزاني

 علي وليد الكعبة -    بقلم صفية الجيزاني
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

المجمع العلمي لجامعة الزهراء 

 

علي وليد الكعبة

 

 بقلم صفية الجيزاني 

 

في سيد الايام(الجمعة) وفي شهر الله الحرام وفي البيت الحرام ولد خير الانام بعد رسول الاسلام. فتى الفتيان الذي بهر نور وجهه الثقلين منذ ذلك الحين.. وكانت ولادته كشخصيته وروحه وشهادته..اعجاز في اعجاز ولم يحدث التاريخ ولم ير اصحاب القصص ما توفر في صفاته.. 

احست السيدة بنت اسد بأن مولودها الذي في بطنها سوف يولد، فأقبلت الى بيت الواحد الاحد فطافت حوله.. فرمت بطرفها الى السماء ..ضارعة الى ربها بالدعاء.. فأمسكت بيمينها بطنها وركن البيت العتيق بيسارها ليسهل الله عليها  امر ولادتها... قائلة:(يارب اني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته، وبكل رسول ارسلته... ومصدقة بكلامك وكلام جدي ابراهيم الخليل (ع) وقد بنى بيتك العتيق، واسألك بحق أنبيائك المرسلين، وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي... الا يسرت علي ولادتي) *١.

فأنشق الجدار المسمى بالمستجار فدخلت في جوف الاقدار تحمل سر الاسرار.. فعاد الجدار!! فبقيت في ضيافة الرحمن ثلاثة أيام.. وعاد الجدار فأنشق من جديد..وخرجت وهي تحمل وليدها الفريد.. كأنه فلقة قمر، فضلها الله على كل البشر، 

ولد الفتى علي في بيت الله الحرام فتغذى من فم ولسان سيد الانام.. ونمى وترعرع في منزل ابي طالب حامي الاسلام.. استقى عروقه من منبع النبوة، ورضعت شجرته ثدي الرسالة، ونشأ في دار الوحي، وربى في بيت التنزيل، ولم يفارق النبي (ص)، لا يقاس بسائر الناس. كيف لا وهو من قال عنه رسول الله (ص) وهو يصفه:(من اراد ان ينظر الى آدم في جلالته، والى شيث في حكمته والى ادريس في نباهته ومهابته، والى نوح في شكره لربه وعبادته، والى ابراهيم في وفائه وخلقه، والى موسى في بعض كل عدو لله ومنابذته، والى عيسى في حب كل مؤمن ومعاشرته، فلينظر الى علي ابن ابي طالب) *٢

نعم انه علي وليد الكعبة الذي تعجز الافلام عن وصفه لان ذات علي تتوالد، لا ينفذ ما فيها من عطاء، كلما اردت ان تأخذ  منها اعطتك، ولان علي من الايمان والى الايمان لانه من معاجز الاسلام، و معاجز الاسلام ممتده، وهو تلميذ القرآن والقرآن لا تنفذ عجائبه.. 

وسيبقى القمر بعيدا عن النباح وستبقى الشمس بعيدةعن الشاتمين.. سيبقى علي مورد ضخم ومقلع غني كلما امتدت العصور وجدت في ذاته جديدا، لم يستطع التاريخ ان يستوعبه، وعجزت الافلام عن ذكر مناقبه لان ماعرف علي الا الله والرسول.. 

وسيبقى علي (ع) حتى يرد الحوض وهو الساقي على حوض الكوثر.. لانه عطاء لا ينفذ. والله اذا اراد شيئا.. ابقاه... 

 

...................................ا

1-الامام علي من المهد الى اللحد. 

2-بحار الانوار ج17 ص419

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار