أخبار اسلامية

القبس الخامس من دعاء_الندبة ((وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ))

القبس الخامس من دعاء_الندبة   ((وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ))
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 القبس الخامس من دعاء_الندبة 

((وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ))

 

١) تحدثنا هذه الفقرة المباركة من الدعاء عن أنّ هناك شرائع ومناهج جعلها الله سبحانه وتعالى للأنبياء (عليهم السلام) وأنّ هناك سنّة إلهيّة في كون هذه الشرائع بأجمعها تدفع الانسان وتجعله يرتقي من خلالها الى عبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده، وأنّ هذه السنّة الألهية في سوق العباد نحو المعبود لا انقطاع لها وانّها ظاهرة معيّنة وبارزة مبيّنة، لذلك يقف إلى جانب هذه السنّة سنّة أخرى وهي سنّة التخيّر والاستحفاظ فحيثما الشريعة والمنهج موجود فلابدّ للمستحفظ لها والوصي القائم بها من وجود وهذه هي الحقيقة فالنهج الواضح المستبين الذي يضيء لنا الطريق لابدّ أنْ يكون دائماً معيناً لا انقطاع له و هذا هو النهج الذي تخيّره لنا الله سبحانه وتعالى وجعله مستحفظاً بيد الأوصياء وعلى طول الزمان ومن مدة إلى مدة، فالاستحفاظ والذي يعني باللغة الحراسة والوكالة بالشيء والمواظبة والذبّ عنه إنّما هو سنة ينصّ عليها هذا الدعاء، لا تبديل عنها ولا تحويل.

 

٢) إنّ هذا المقطع بعد أن اثبت سننية الاستحفاظ وانه نهج إلهي متخيّر، يرشدنا أيضاً إلى أنّ هذه الحقيقة هي حقيقة قرآنية فالاشارات القرآنية إلى كون الشرائع لا تكون إلا بوجود هادٍ وقيّم واضحة بلا أدنى شك كما في قوله تعالى :

((إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)).

سورة الرعد/الأية ٧

أما في البعد النبوي لهذه الحقيقة، فيحدثنا حديث الاستحفاظ الثقليني والذي يربط الدين بتلك الحقيقة (القرآن والعترة) حيث جاء في الحديث المشهور عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إني مخلف فيكم، ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) 

فنجد أيضاً الوضوح والصراحة في هذه الإشارات، فضلاً عن الإشارات او الصراحة في أحاديث نبوية أخرى، و فضلاً عن ان هذا المقطع يضع بأيدينا دليل حقانية ما يعتقده أهل البيت (عليهم السلام) من ضرورة ان يكون لكل نبي أوصياء حفظة، فإنّا وإنْ لم يضع الموروث التاريخي بأيدينا أسماءهم إلا أن هذا المقطع قد أرشدنا إلى حقيقة هذه القضية وانها أمر إلهي لا ينفك عن التشريع.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار