أخبار اسلامية

شرح مفردات خطبة الإمام علي ( ع) المعروفة " بالشقشقية "

شرح مفردات خطبة الإمام علي ( ع) المعروفة " بالشقشقية "
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

شرح مفردات خطبة الإمام علي ( ع) المعروفة " بالشقشقية "

 

سميت بذلك لان عليا (عليه السلام) لما وصل إلى آخر الموجود منها قام إليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فقال له ابن عباس يا أمير المؤمنين لو اطردت خطبتك من حيث أفضيت فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت .

 

 

« الشقشقة» بالكسر ، شيء كالرية يخرجه البعير من فيه إذا هاج و الخطبة الشقشقيّة سميت كذلك لانها متضمّنة لذكر الشقشقة حيث قال عليه السّلام لابن عباس: تلك شقشقة هدرت ثم قرت ، و ربّما تعرف بالمقمصة أيضا من حيث اشتمالها على لفظ التقمّص الوارد في أوّلها " لقد تقمصها فلان " ونظير ذلك الخطبة المعروفة بالطالوتية حيث تضمّنت قصة طالوت ، و الوسيلة لكونها متضمّنة لذكر الوسيلة و هو ايضا كالتّعبير عن السّور بأشهر ألفاظها كالبقرة و آل عمران و الرّحمن و الواقعة و غير ذلك .

 

( تقمصها ) لبسها كالقميص . والضمير يعود لــ " الخلافة " وفلان : ابو بكر .

 

( القطب من الرحى ) وهي الحديدة التي تدور فيها ، و قطب الشي ء : ملاكه و مداره . 

 

( ينحدر عني السيل ) تشبيها لنفسه بذروة الجبل المرتفع فاستعار له ما هو من أوصاف الجبل و هو السيل المنحدرعنه إلى الغيظان ، و لعلّ المراد بالسّيل المنحدر عنه عليه السّلام هو علومه وحكمه الواصلة إلى العباد و الفيوضات الجارية منه عليه السّلام على الموادّ القابلة، و تشبيه العلم بالماء و السّيل من ألطف التشيهات و وجه الشبه هو اشتراكهما فيكون أحدهما سبب حياة الجسم و الآخر سبب حياة الرّوح ، و قد ورد مثل ذلك التّشبيه في الكتاب العزيز قال تعالى : « قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مآؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِمآءٍ مَعينٍ »

 

( و لا يرقى إليّ الطّير ) فانّ عدم رقى الطير إلى مكان يكون فيه الانسان ممتنع عادة ، و لكنّه ممكن عقلا بالنّظر إلى مقامات الامام النّورانية ، و معجزاته الخارقة للعادة .

( وطويت عنها كشحا ) الكشح : ما بين الخاصرة والجنب . و" طوى عنها كشحا " مال عنها وهو مثل .

( طفقت ) : شرعت .

( اليد الجذاء ): المقطوعة ، فيقال : رحم جذاء ، اي لم توصل .

 

(الطخية ): الظلمة . ونسبة العمى اليها مجاز عقلي . وانما يعمى القائمون عليها .

 

( يكدح ): يسعى سعي المجهود .

 

( هاتا ): هذه . 

 

( أحجى ): أجدر ، والزم . واصله من الحجا وهو العقل فهو اقرب الى العقل .

 

(القذى ) ما يقع في العين من تبنة و نحوها .

 

( شجا ) : ما يقع في الحلق من عظم و نحوه . 

 

( كور الناقة ) : ما يوضع على ظهرها للركوب . 

( شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان اخي جابر )

ومعنى البيت : ان فرقا بعيدا بين يومه في سفرهوهو على كور ناقته ، وبين يوم حيان في رفاهيته ، فان الأول كثير العناء شديد الشقاء والثاني وافر النعيم وافي الراحة 

( يستقيلها في حياته ) : اشارة الى قول ابي بكر " اقيلوني اقيلوني فلست بخيركم " وايضا قال " وليتكم ولست بخيركم "

( لشدّ ما تشطرا ضرعيها ) الضرع للحيوان كالثدي للمرأة، و الشطر النصف و يقال « ولد فلان شطره » أي : نصف ذكور و نصف إناث ، و يقال «شعر شطران » أي : نصفه أسود و نصفه أبيض . و معنى كلامه عليه السلام ان كلا من الأوّل و الثاني أخذ بالشدّة ضرعا من ضرعي الخلافة . فضمير التثنية في تشطرا ،يعود لأبي بكر و عمر ، و هاء ضرعيها للخلافة ، و شبهها الإمام بالناقة يقتسم منافعها الأول و الثاني ، لكل منهما ضرع يحتلبه 

( حوزةخشناء ) : و الحوزة الطبيعة ، وخشناء اي غليظة . ويشير بها الىاخلاق عمر فانه كان معروف بغلظة الاخلاق .

( كلمها ) بضم الكاف : الأرضالغليظة . 

( العثار ) بكسر العين : الزلل .

( الصعبة ) : الناقة الشديدةالتي يصعب قيادها 

( اشنق الناقة ) : جذبها اليهبالزمام . 

( خرم ) خرم أنف الناقة شقه .

( أسلس ) : اسلس للناقة أرخى لها الزمام . 

(تقحّم ) : هلك . 

( فمني الناس لعمر اللّه بخبط و شماس ، و تلون و اعتراض ) . يقصد انالناس ابتلوا بطبيعة عمر ، و هي خليط من الاضطراب ، و عنه عبّر الإمام بالخبط ، وخليط أيضا من الصرامة ، و اليها أشار بالشماس ، و من التبدل من حال الى حال ، و هوالمراد من التلون ، أما الاعتراض فالقصد منه عدم الاستقامة على حال .

و الخبط : السير بلا هدى . و الشماس: الامتناع . و التلون : التبدل . والاعتراض : السير بلا استقامة .

( لكنّي أسففت إذ أسفّوا )من أسفّ الطائر إذا طار دانيا من الأرض حتّى كادت رجلاه تصيبانها 

( فصغى رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره مع هن وهن ).الضغن : الحقد، والذي مال عنه عليه السلام لحقده هو سعد بن أبي وقاص لقتل أخوالهبيد علي عليه السلام في غزوة بدر وأحد، أو المقصود منه طلحة بن عبيدالله، وحقدهعلى علي من أجل معارضته عليه السلام مع أبي بكر وشكواه عنه، وطلحة من رهط أبي بكرفيحقد على من هو حاقد عليه. والذي أصغى ألى صعره هو عبد الرحمن ابن عوف وامرأتهكانت أختا " لعثمان من أمه.

( و مال الآخر لصهره ) و المراد بالآخر

 

عبد الرحمن بن عوف كما مرّ ،وبصهره عثمان . فإنّ اخت عثمان لامّه أروي بنت كريز ، و هي امكلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت تحت عبد الرحمن .

( مع هن وهن ) يطلق الهن على الشيء ، و المراد به هنا الهوى والغرض ، أي أغراض أخرى لا يريد الإمام ذكرها ، و من حكمه : « لا ت

 

قل ما لا تعلم ،بل لا تقل كل ما تعلم » .

( إلى أنقام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه ) و المراد بالقيام الحركة في توليأمر الخلافة و ثالث القوم هو عثمان بن عفّان بن أبى العاص بن اميّة بن عبد شمس بنعبد مناف و أثبت عليه السّلام له حالا يستلزم تشبيهه بالبعير و استعار له صفته بقوله : ( نافجا حضنيه ) أى نافجا جنبيه و رافعا ما بين إبطه و كشحه من كثرة الأكلو الشّرب كالبعير المنتفج الجنبين ( بين نثيله و معتلفه ) أى قام بالأمر و كانحركته بين روثه و معتلفه يعنى لم يكن همّه إلاّ الأكل و الرّجيع كالبهائم التي لااهتمام لها إلاّ بالأكل و الرّوث 

 

( يخضمون ): الخضم الأكل بجميع الفم و يقابله القضم و هو الأكل باطراف الأسنان ، يقال خضم الشّي ء كعلم و ضرب أكله يجميع فمه.

( الى ان انتكث فتله ، و اجهز عليه عمله ، و كبت به بطنته ) : انتكث فتله انتقض و هذه استعارة و أجهزعليه عمله تمم قتله يقال أجهزت على الجريح مثل ذففت إذا أتممت قتله و كبت به بطنته ، كبا الجواد إذا سقط لوجهه و البطنة الإسراف في الشبع 

( فما راعني إلا و الناس حولي كعرف الضبع ينثالون عليّ من كل جانب ) : أي ما أفزعني شي ء كما أفزعني ازدحام الناس مثل عرف الضبع ، لأن عرف الضبع ــ ما كثرعلى عنقها من الشعر ، و هي حيوان مفترس ــ ثخين يضرب به المثل في الكثرة والازدحام ، إذ كان الناس ينثالون أي يتتابعون مزدحمين . 

( و شق عطفاي ) : أي جانباي ، لشدة الاصطكاك و كثرة الازدحام شقوا قميصه و جانبي ردائه او خدش جانبيه لشدّة الاصطكاك منهم و الزّحام .

 

( ربيضة الغنم ) : القطعة الرابضة من الغنم . و ربضت الدابة : بركت .

 

( نكثت طائفة ومرقت اخرى وقسط اخرون ) :و نكث العهد : نقضه و لم يف به ، 

 

و الناكثون :علم على أصحاب الجمل ، و هم عائشة و طلحة و الزبير .

و مرق منالدين : خرج منه ببدعة فهو مارق ، 

و المارقون :علم على الخوارج أصحاب النهروان .

و قسط الوالي: جار أو عدل ،

و القاسط ونبمعنى الفاسقين علم على أصحاب صفين الذين حاربوا الإمام ( ع ) بقيادة معاوية و عمربن العاص .

 

( راقهم زبرجها ) و راق الشراب :صفا ، و الزبرج بكسر الزاءالزينة . 

 

( فلق الحبة ) : شقها . 

 

( برأ النسمة ) :خلقها ، والنسمة هي الروح .

 

( حضور الحاضر ) :إمّا وجود منحضر للبيعة فما بعده كالتفسير له ، أو تحقّق البيعة على ما قيل ، أو حضوره سبحانهو علمه ، أو حضور الوقت الّذي وقّته الرّسول صلّى اللّه عليه و آله للقيام بالأمر.

 

( أن لا يقاروا ): ان لا يقرواويسكتوا . و المراد بكظة الظالم اعتداؤه على حقوق الناس ، و يسغب المظلوم هضم حقوقه. 

 

( الغارب ) : العنق أو أعلى الظهر مما يلي العنق . 

 

( عفطة عنز ) : و يريد بعفطة العنز المخاط الذي تنثره منأنفها عند العطاس .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار