المقالات والبحوث

( الشجاعة فضيلة وموقف وضرورة ) بقلم الشيخ عمار الشتيلي

  ( الشجاعة فضيلة وموقف وضرورة  )  بقلم الشيخ عمار الشتيلي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

 

( الشجاعة فضيلة وموقف وضرورة  )

بقلم الشيخ عمار الشتيلي 

              _

الشجاعة قيمة اخلاقية رفيعة ، وصفة انسانية مباركة،  وهي مفتاح للنصر والفلاح في حركة الإنسان الاجتماعية  ، وعنصر من عناصر العزّة والعظمة للمجتمع في جميع ميادين الحياة ؛ في الحرب والجهاد  و السياسة والاجتماع والمطالبة بالحقوق والدفاع عن المبادىء ، و في ميادين الفكر و العلم والمعرفة .

روي عن الإمام علي ع : ( الشجاعة أحد العزين ) . ميزان الحكمة ،ج2 _ص1412

وعنه عليه السلام :  ( الشجاعة عزٌ حاضر ) نفس المصدر .

والشجاعة والشهامة من أبرز صفات الرجولة، بل ومن ابرز صفات الانسان المؤمن رجلا كان او امرأة ،  قال تعالى  : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) التحريم 11 .

وهي اكثر الملكات تاثيرا في تهذيب الأخلاق، وتنظيم الأعمال؛ لأن تهذيب الملكات جهاد، والمحافظة على الملكات المهذَّبة جهاد آخرُ.

 

 والشجاعة حالة اتزان بين الجبن والتخاذل من جهة ،  وبين الاندفاع والتهور من جهة اخرى  ، وهي ثقافة وسلوك وزينة للانسان ، تزرع في شخصيته من الصغر وتكون جزءا من ممارساته الحياتية بين الناس .

وبما اننا نعيش معطيات ذكرى معركة احد في ال15 من شهر شوال ، والتي تجلت فيها الفتوة والشجاعة والشهامة بابهى صورها ،  والتي صورها لنا ملك الوحي في هتافه ( لافتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار ) ، تحرك القلم ليسطر كلماته على ورق الفتوة ، وهو يتامل الشجاعة في ثلاثة محاور ،  هي :

 

اولا :  سعت الشريعة الاسلامية الى تاكيد هذه الصفة الحسنة ( الشجاعة ) في شخصية  الانسان المؤمن من خلال مناهج متعددة  ، منها :

1 . يشيد القران الكريم بحملة المبادىء وبالمدافعين عن الرسالة ،  وهم اشداء اقوياء في ذات الله ، لا لون رمادي في حساباتهم بين الحق والباطل  ،  فهم يحملون الدين رسالة ، ويبلغونه احكاما ،  ويسعون لاقرار تعاليمه في القوانين دستورا لتنظيم شؤون الحياة   ،  ولا يخشون في مسيرتهم التبليغية ؛ وفي اي موقع كانوا فيه من مواقع المسؤولية في المجتمع ،   لا يخشون عدوا مهما تعاظم شانه ،  ولا يهابون سلطانا جائرا مهما كثر جنوده واتباعه ومؤسساته واعلامه وأمواله ،

 قال تعالى : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) الاحزاب 39 .

 

2 . التحفيز والاسناد المعنوي على تمثل الشجاعة في طريق الحق ، من منطلق من كان مع الله كان الله معه ، وهنا يوجه القران الكريم رسالة التشجيع ورباطة الجاش لحملة الهم الرسالي  عندما يتحدث عن النبي موسى ع :

قال تعالى : ( يَامُوسَى لاَ تَخَفْ إِنِّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ ) النمل 10 

 

 

3 .  تقديم القدوة الحسنة في الشجاعة كانموذج حي متحرك في الوعي والواقع ، من خلال طرح نماذج من الكمل وهم الانبياء والرسل واتباعهم الذين تمثلوا الشجاعة خلقا وسلوكا وهم يبلغون رسالات الله تعالى ويدافعون عنها ،  ومنهم :

 

أ- خاتم الرسل الحبيب محمد صلى الله عليه واله   واتباعه الذي ثبتوا على سمت الحق معه ، قال تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ) الفتح 29

 

ب . في قصة إبراهيم (ع) قوله تعالى:

 

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ) الانبياء 51 _ 58 .

 

 ج . في قصة  طالوت وجنوده وانصاره الرساليين الذين تجاوزوا كل المنعطفات والاختبارات التي  اعترضتهم في طريق جهادهم وبكل شجاعة ووعي وصبر وثبات  :

قال تعالى : (.. فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَطَاقَةَ لَنَا ا لْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنـَّهُم مُّلاَقُواْ اللَّهِ كَم مِّن فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى ا لْقَوْمِ ا لْكَافِرِينَ

 

 )

 

 البقرة 249 _ 250 .

____________________

ثانيا :  من ابعاد الشجاعة في حياتنا :

 

1 .الشجاعة في الاعتراف بالذنب والخطأ،   وهو على انواع ، منها :

أ . الشجاعة في الاعتراف بالذنب والتقصير بين يدي الله تعالى،   وهنا يتقدم الانسان خطوة جادة لينحني خجلا  ويستحيي سلوكا ،  ويتاوه حزنا ،  ويزفر اهات ، ويذرف دموعا  وهو يقر ويعترف بين يدي رب كريم .

روي في دعاء الامام السجاد ع في صلاة الليل : (   قَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ ، وَ كَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ ، حَتَّى إِذَا قَارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ ، وَ اسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخْطَتَكَ ، فَتَلَ عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ ، وَ تَلَقَّانِي بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ ، وَ تَوَلَّى الْبَرَاءَةَ مِنِّي ، وَ أَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي ، فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً ، وَ أَخْرَجَنِي إِلَى

 

فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً . لَا شَفِيعٌ يَشْفَعُ لِي إِلَيْكَ ، وَ لَا خَفِيرٌ يُؤْمِنُنِي عَلَيْكَ ، وَ لَا حِصْنٌ يَحْجُبُنِي عَنْكَ ، وَ لَا مَلَاذٌ أَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْكَ . فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ ، وَ مَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ ، فَلَا يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ ، وَ لَا يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ ، وَ لَا أَكُنْ أَخْيَبَ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ ، وَ لَا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الْآمِلِينَ ، وَ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .

 

ب . الشجاعة في الاعتذار عن الخطأ الاجتماعي  ،  وهنا يكون الاعتذار سلوكا حضاريا ،  وسمة اخلاقية ملؤها الشجاعة عندما يقدم الانسان اعتذارا  _ دون ان تاخذه العزة بالاثم _ للآخرين عن اي تقصير أو تجاوز بقول او عمل ، 

و هو  _  اي الاعتذار _ محاولة شجاعة لإصلاح الخطا الذي وقع  وتدارك اثاره على الاخرين ، كما ان فيه ردا للاعتبار لمن وقعت عليه الإساءة ، وأداءا لحقه  ،  يقول الإمام علي ع : حسن الاعتراف يهدم الاقتراف) ج74 _ص420 .

 

ج . شجاعة الحاكم والمسؤول في الاعتذار لشعبه وناخبيه عن التقصير في اداء حقوقهم ،  والتماس العذر القولي منهم عبر بيان الاعتراف بالفشل في ادارة ثروات البلاد  ،وتحقيق العدالة الاجتماعية ، والانصاف والمساواة في سياسة الناس  ، اضافة الى  تقديم الاعتذار العملي وهو  اما بالتنحي  والاستقالة وتحمل كل تعبات التقصير ، او التماس فرصة عملية جديدة لاصلاح ما فسد وانهار بشرط وشروط وضوابط .

وهنا تتجلى شجاعة الحاكم والمسوؤل الذي شعر بالذنب امام شعبه .

قال تعالى : ( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) الصافات 24 .

                              _

2 .  الشجاعة في مواجهة النفس الأمارة بالسوء ،  والتغلب على وساوسها ،  والانتصار عليها في مواطن الاختبار ، ومن لم يستطع أن ينتصر على نفسه لا يمكن أن ينتصرعلى عدوه الخارجي ، روي عن النبي صلى الله عليه واله :  ( اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك ) ميزان الحكمة ج3 _ 1848  ، وفي كلام  للإمام الشجاع  علي بن أبي طالب ع  ( إنّما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق ) بحار الانوار ج44 _ص474 .

                      _____

3 . الشجاعة في الثبات على خدمة الإسلام واعلاء كلمته ، والصلابة والتفان الدائم لادامة الحركة الاسلامية في كل مجالات الحياة في التعليم والاعلام و نشر الثقافة واثبات الهوية عند التكمين ،  والدفاع عن الاصول والثوابت ،  وعدم الانكسار والتقهقر والانعزال امام التحديات _ في داخل المشروع وخارجه _  مهما تنوعت، والهجمات مهما كثرت .

قال تعالى : ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) النور 37 .

قال تعالى : ( ٱ لَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ) ال عمران 173 .

                __________

4 . الشجاعة في تحمل الإيذاء والظلم في طريق ذات الشوكة ،  والصبر والاتزان والتصرف بحكمة تجاه السهام التي تتوجه إليه من القريب والبعيد .

روي عن الامام الحسن ع وقد سئل عن الشجاعة فقال : ( موافقة الاقران والصبر عند الطعان ) تحف العقول ص226 . 

وخير مثال هنا هو ( فتى احد واسد الاحزاب  الامام علي ع )  في صبره وشجاعته عندما تخلى عن ذاتياته من أجل مصلحة الاسلام  وهو القائل  : ( فما راعني إلا انثيال الناس على أبي بكر يبايعونه فأمسكت يدي ) يعني احتججت واعتكفت في بيتي .

( حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد ) ، ( فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون به المصيبة عليّ أعظم من فوت ولايتكم هذه التي إنّما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السحاب أو كما ين

 

قشع السراب

 

 فنهضت بالأمر حتى استراح الدين وتنهنه) ، لقد وقف بشجاعة الرجل الصبور   _ وان كانت المدى  اخذت ماخذها منه _  عندما وجد المصلحة العامة للاسلام ومشروع الرسالة تقتضي منه ان يتعاون مع القوم   ( لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جورٌ إلاّ علي خاصة ) .

             ____________

 5 .  الشجاعة في قول الحق ،  وفعل الصواب ،  وعدم التزلزل عن جادة الاستقامة مهما كان الظرف صعبا ،  والضرائب جليلة ، وعدم التنازل عن الثوابت حتى لو اصبحت الغربة شعارا ودثارا وانيسا للشجاع في آرائه ومواقفه مادامت في رضا الله تعالى  ؛ سواء في السياسة او في الدين او في الاجتماع او العلم . 

وهاهو التاريخ ينحني اجلالا واكبارا لرائد مدرسة الشجاعة النبوية التي تمثلها بكلمته وموقفه وسيفه وحكمته ،  بدءا بوعي وشجاعة الامتثال لكل ما امر به النبي صلى الله عليه واله في سلمه وفي حربه وفي سياسته وادارته ، واستمرارا في حكمة سياسة حفظ دعائم المشروع الإسلامي الجديد على امتداد سنين الحكومات الثلاث ،  وصولا الى شجاعة تطبيق معالم الحكومة الاسلامية العادلة ايام الخلافة العلوية . ورحم الله الخطيب العالم الشيخ الوائلي قدس في قصيدته العلوية عندما يصف لنا شيئا من شجاعة وفتوة وحكمة وانسانية فتى معركة احد عليه السلام : 

 ( آلاؤك البيضاء طوقت الدُّنا

                 فلها على ذمم الزمان ديون

أفق من الأبكار كل نجومه

                  ما فيه حتى بالتصور عون

في الحرب أنت المستحم من الدِّما

                  والسلم أن التين والزيتون

والصبح أنت على المنابر نغمة

          والليل في المحراب أنت أنين

تكسوا وأنت قطيفةٌ مرقوعةٌ

             وتموت من جوع وأنت بطين

وترق حتى قيل فيك دعابة

                  وتفح حتى يفزع التنين

خلق أقل نعوته وصفاته

                أن الجلال بمثله مقرون ) ديوان الوائلي 

                   ________

ثالثا : بعد كل ما تقدم ؛ يقدم لنا الفارس المجلي في أحد  ( امير المؤمنين )  بعض منابع الشجاعة  فيقول ع : 

 

1 . (جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى: السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله، والموسوم بالإقدام في عصره، وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداماً ) ميزان الحكمة ج2 _ ص1412

 

2 . وعنه عليه السلام : ( اشجع الناس من غلب الجهل بالحلم ) ميزلن الحكمة ج2 ص1413

 

_______________________

الشيخ عمار الشتيلي

النجف الاشرف

15 شوال 1440 هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار