أخبار اسلامية

الشيخ الفريجي يبين السر في كثرة وتنوّع الأدعية والأعمال المستحبة في رجب وشعبان وشهر رمضان

الشيخ الفريجي يبين السر في كثرة وتنوّع الأدعية والأعمال المستحبة في رجب وشعبان وشهر رمضان

الخميس 1 رجب 1438 هـ الموافق 30 اذار/فبراير 2017م
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف.
اجاب فضيلة الشيخ ميثم طالب الفريجي استاذ الحوزة العلمية في النجف الاشرف عن سؤال نصه: نلاحظ كثرة المستحبات من ادعية ، وصلوات ، وذكر ، ونحوها خاصة في الأشهر المباركة : رجب ، وشعبان ، وشهر رمضان ، وفي بعض الاحيان قد تستوعب طول ساعات النهار ، بل النهار ، والليل وتزيد عن ٢٤ ساعة، فما هو السر في ذلك بحسب وجهة نظركم ؟
 

وكان الجواب:
عليكم السلام ان المتأمل في كتب الادعية ، والأعمال المستحبة يجد أنَّنا أمام ثروة عبادية ، وتربوية ، وفكرية ، وروحية هائلة تمثَّلت في غزارة روايات أهل البيت عليهم السلام في هذا المجالات ، فهناك المئات من الادعية ، والأعمال الخاصة ، والعامة ، وبالخصوص في الأشهر  الثلاثة المباركة : رجب ، وشعبان ، وشهر رمضان .
ولا شك ان لذلك فلسفته، وحكمته التي ارادها الله تبارك وتعالى مصلحةً للعباد ، ومع ذلك فقد يقع السؤال من البعض ، عن السر في هذه الأدعية ، والأعمال التي قد لا يستوعبها اليوم الواحد مع أنَّها معدّة ليوم واحد فتجدها لا تستوعب في 24 ساعة فحسب . فما هو السر في ذلك ؟
اقول : يكفي أن نجيب : بأن الله تعالى خالق ، ومدبّر ، وحكيم ، وعالم بما يصلح عباده ، وقد أقتضحت حكمته أن يجعل لهم هذا المقدار من الأدعية ، والأعمال تشريعاً مستحباً ليزدادوا فيه كمالاً ، ويعوّضوا ما يعرض على عباداتهم الواجبة من النقص ، والوهن  .
ولكن يمكن ان نزيد على شكل أطروحة مقبولة جوابين آخرين : 
الاول / ليفتح لعباده باب الاختيار فيما يناسب كل فرد منهم من الادعية ، والأعمال ، والأذكار ، والأوراد بحسب ما يتلائم مع ظرفه ، وصحته ، ووقته ، وميوله ، وإقبال قلبه ، وأدباره ، ورغبته .
لذا ذكر شيخنا البهائي ( قدس) في كتابه القيّم ( مفتاح الفلاح ) ، وهو يتحدّث عن كثرة تعقيبات الصلوات ، وخصوصا صلاة الصبح ما نصه : (( وأعلم أيضاً أنَّ ما ذكرناه من التعقيب مأخوذ من روايات عديدة ، وليس مجتمعاً في رواية واحدة فلك أن تقتصر على البعض اذا لم يتّسع وقتك للكل ، واذا وجدت من نفسك كلالاً ( مللاً أو تعباً ) فأقطعه ، ولا تكلّف نفسك إكمال العمل من دون ميلها إليه وإقبالها عليه ، فإن التوجه ، والإقبال روح العبادة والدعاء ))
الثاني / كثرة الأعمال المستحبة تتيح لمن يريد ان يلتزم بها أن يختار بمعنى ان يتربى تربية قائمة على الاختيار ، ولا يخفى دور الإختيار ، وأهميته في عملية التربية ، والتكامل لدى الفرد المؤمن ، فلا يمكن ان يحمل قسراً على المستحبات ، ومكارم الاخلاق ، بل لابد من قناعته بها
ولمَّا كانت طباع الناس ، و مزاجاتهم تختلف من فرد الى آخر ، وحالة الى اُخرى برزت أهمية تعدُّد ، وتنوّع الأدعية ، والأعمال المستحبة لتملأ ، وتغطي مساحات من وقت الانسان ، وحياته على مدار السنة ، فكانت نقطة إيجابية في وجوده ، وكماله .

----------------------------------------------------------
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2017

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار