أخبار اسلامية

بماذا قايض العلامة الطباطبائي تفسيره الميزان ؟

بماذا قايض العلامة الطباطبائي تفسيره الميزان ؟
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

بماذا قايض العلامة الطباطبائي تفسيره الميزان ؟

تداولت الأوساط الإيمانية مؤخّرًا تسجيلاً بالصوت والصورة للسيد العلوي البروجردي ينقل فيه قصة له مع العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، والسيد العلوي من الأعلام الذين يتسالم القاصي والداني على وثاقته، ولا يرتاب أحد في صدقه وصحة نقله، والقصّة تتعلق بزيارة قام بها السيد مع جمع للعلامة في بيته.
يقول: طرقنا باب البيت (بيت العلامة الطباطبائي)، فحضر بنفسه وفتح لنا الباب، دخلنا وجلسنا في الغرفة المجاورة للمدخل، ويحضرني أنهم أتوا لنا بالشاي، طُرقت الباب (الداخلية)، فقام السيد بنفسه، إذ لم يكن هناك خادم، ويبدو أن امرأة أعدت لنا الشاي، فقام السيد وتناول منها الصينية (الخوان)، وكانت يده (قدس سره) تعاني من الرعاش، فقمت أنا وأخذت الصينية منه، وقدمت الشاي للحضور.
التفت العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه إلى العلامة المداح (أحد الحاضرين مع ضيوفه) وقال: ما دمت قد حضرت هنا، يطيب لي أن تقرأ لنا مجلس عزاء. قام المداح واستوى على كرسي في تلك الأنحاء وراح يقرأ. ويحضرني أنه أخذ يقرأ في مصيبة علي الأكبر، وقد اختار أبياتاً من قصيدة معروفة للشاعر إيرج ميرزا، التي مطلعها: “رسم است هركه داغ جوان ديد، دوستان رأفت برند حالت آن داغديده را”… (جرت العادة أن يرفق الأصحاب بحال من فقد فتى في ريعان الشباب). ومضي في قراءته، حتى وصل هذا البيت: “بعد از پسر، دل پدر آماج تير شد، آتش زدند لانه مرغ پريده را” (بعد الابن، صار قلب الأب مأوىً وغرضاً للسهام، لقد أضرموا النار في عش الطائر المدهوش). عندها طلب العلامة الطباطبائي من المداح الإعادة، وقال: أعد. فأعاد المداح هذا البيت، ثم طلب منه ذلك ثانية وثالثة ورابعة! والعلامة مستغرق في بكائه ودموعه تتقاطر على لحيته. استمر المجلس حتى أنهى المداح قراءته، وعاد ليجلس على الأرض. والعلامة الطباطبائي ما زال يكرر البيت الأخير ويمضي في بكائه وهو يضرب على فخذه! وبينما كان في هذه الحال، قال، ولعل الخطاب لم يكن موجهاً إلينا، لكنه على أية حال قال: ليت إيرج ميرزا يقايضني هذا البيت من الشعر بتفسير الميزان! وكانت نزعة التحقيق والملاحقة العلمية قوية فينا في تلك الأيام، فسألته: سيدنا، هل تعرف إيرج ميرزا؟ هل نظرت في أشعاره؟ لأن إيرج ميرزا كان شاعرًا متهتّكًا أو خليعاً (غير ملتزم)،
قال: نعم، لدي ديوانه، مع ذلك، ليته يقايضني بيته هذا بتفسيري الميزان! ثم التفت العلامة وقال لي: لا يمكنني أن أتصور مولاي سيّد الشّهداء سيهمل أو لا يعتني بمن أنشد هذا البيت بحق علي الأكبر.
__
[ترجمة الشيخ عباس بن نخي]

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار