أخبار اسلامية

القبس السادس عشر وشرحه من دعاء الندبة

القبس السادس عشر وشرحه من دعاء الندبة
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

القبس السادس عشر وشرحه من دعاء الندبة
((وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ))

تتحدث هذه الفقرة من دعاء الندبة عن حالة الاعوجاج الفكريّ والعمليّ التي اصيبت بها الأمّة بعد شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بانزوائها عن أهل البيت (عليهم السلام) وميلها بشكل كبير إلى أعدائهم.

وهذه الحالة لو كانت الأمّة قد وقفت عليها لكان الأمر هّيناً بعض الشيء، إلاّ أنّ نصوصاً كثيرة فضلاً عمّا يتحدث عنه هذا المقطع الندبي المبارك تعكس لنا حالة كست فيها الأمة بالقسوة والفضاضة والغلظة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) إلى حد يصعب تصوّره في بعض الأحيان تجاه أمّة عاشت في كنف الرأفة والرحمة المحمدية لفترة زمنية طويلة.

و تصف لنا هذه الفقرة حالة الإصرار على مقت أهل البيت (عليهم السلام) و الاجتماع على قتلهم وتقطيع اوصالهم والتنكيل بهم واقصائهم وابعادهم واذلالهم والاستخفاف بهم.

و تصف لنا أيضا كل معنى من المعاني التي تعكسها الحالة الرذيلية التي اتّصف بها جمهور من المسلين بعد شهادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى وصفهم الدعاء المبارك في هذه الفقرة بانّهم مجتمعون على ما يفعلون من قطع رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصغير عظيم منزلتهم ومنازعتهم واستعدائهم.

ومن اشدّ ما يُعكس روائياً في تصوير هذه الحالة ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً:
((كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نمشي في بعض طرق المدينة فلما خلا الطريق من المارة اعتنقني ثم اجهش باكياً فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك قال صلى الله عليه وآله وسلم ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها لك إلاّ من بعدي أحقاد بدرية وترات أُحد قلت في سلامة من ديني؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم في سلامة من دينك)).
شرح نهج البلاغة 3: 272.

وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
((اللهم إنّي استعديك على قريش ومن أعانهم فإنّهم قطعوا رحمي وصغّروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي أمر هو لي)).
شرح نهج البلاغة 9: 305.

فهذان الحديثان المؤلمان واللذان إنْ تدبّرنا بما وراء ظاهر الفاظهما لأنتقلت اذهاننا ورأت صوراً فظيعة ومشاهد مروّعة عمّا جرى على أهل البيت (عليهم السلام) و لا يمكن لذهن أنْ يتحمّلها تصوراً فكيف به تحملها واقعاً.

و في ختام الحديث عن هذه الفقرة من الدعاء لا نملك إلاّ أنْ نقول انّنا مما جرى عليكم متبرؤون ولما وقع من مسمي المسلمين متألمون وانّ كل نفس يخرج منا يحمل في طيّاته همّاً لما أصابكم و لعلناّ بذلك نكون قد واسيناكم ولو بعضاً من جليل ما رأيتم.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار