أخبار اسلامية

نفحات محمديّة هاديّة، في شرح الزيارة الجامعة القبس الأوّل: قوله (عليهِ السّلام): (( السّلام عليكم ))

نفحات محمديّة هاديّة، في شرح الزيارة الجامعة                      القبس الأوّل:    قوله (عليهِ السّلام): (( السّلام عليكم ))
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

نفحات محمديّة هاديّة، في شرح الزيارة الجامعة

 

                  القبس الأوّل:

 

قوله (عليهِ السّلام): (( السّلام عليكم ))

 

لفظ السّلام له مفاهيم في الإسلام، او قُل في الشّريعة الإسلاميّة.

فالأوّل: كونهُ اسماً من أسماء الله عزّ وجل، قال تعالى: (( السّلام المؤمن المهيمن)){الحشر: ٢٣}.

 

والثّاني: كونُهُ لفظاً كاشفاً عن حكمٍ شرعيٍّ، وقد يُطلق عليهِ أحيانًا التحيّة، قال تعالى:  (( وإذا حُيّيتُم بتحيَّةٍ فحَيُّوا بأحسنَ منها)){النساء: ٨٦}، (( فسلِّمُوا على أنفسِكُم)){ النور: ٦١}.

 

والثّالث: لفظٌ دالٌ على الأمان، قال تعالى: (( سلامٌ هي حتّى مطلعِ الفجر)){القدر: ٥}.

 

الرّابع: لفظٌ دالٌ على التّعظيم والثّناء، قال تعالى: 

((سلامٌ على نوحٍ في العالمين)){الصافات: ٧٩}.

((سلامٌ على موسى وهارونَ)){الصافات: ١٢٠}.

((سلامٌ على إبراهيم)){الصافات: ١٠٩}.

((سلامٌ على إل ياسين)){الصافات: ١٣٠}، على ما موجود في المصحف. 

((سلامٌ على آل ياسين))، على قرآءةٍ اُخرى. وعليهِ يكون المراد النبيّ الأكرم وآله. 

وسلام الله عزّ وجل على أنبياءه هو تعظيمٌ لهم، وثناءٌ منه سبحانه وتعالى لجهودهم الجبارة الّتي بذلوها من أجل إعلام كلمة الحقّ.

 

المراد هنا من قوله (عليه السّلام):(( السّلام عليكم )) هو الرّابع. 

وعليه فمعنى قوله (عليه السّلام) هو تعظيمٌ لمقامِ أهل البيت (عليهم السّلام)، وثناء من الإمام الهادي(عليه السّلام) على جهودهم الجبارة الّتي بذلوها من أجل إحياء كلمة الحقّ، وإبقاء كلمة الإسلامِ عاليةً لا يعلو عليها إلاّ الله عزّ وجل.

 

وهنا اشارة أودّ إلفات نظر القارئ إليها وهو أنَّ الإمام الهادي (عليه السّلام) أراد تأديب شيعته وتعليمهم كيفيّة زيارة الأئمّة المعصومين من آلِ محمّد، ويتعامل معهم لا كتعامل النّاس الاعتياديين؛ لأنّ تعظيمَ النبيّ الأكرم (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم) وأهل بيتهِ أمرٌ ثابتٌ في كتاب الله عزّ وجل، بل اعتبره المولى عزّ وجل طريقاً لسعادة الإنسان في الدّنيا والآخرة. 

قال تعالى: (( فالذين ءامنوا به وعزَّروه ونهروه واتَّبعوا النُّور الّذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون)){الأعراف: ١٥٧}.

فكلمة (عزّروه)اي جعلوه كبيرًا في أنفسهم، عظيماً في أعينهم. 

ومن الطريف استخدام اسم الاشارة الّذي يُشار به للاجناس البعيدة فقال: ( أولئك ) ولم يقل: (هولاء) وهذا إن دلّ إنّما يدلّ على أنّ احترام أهل البيت وتعظيمهم مرتبة سامية بعيدة المدى، لا ينالُها  إلاّ ذو حظٍ عظيم فاستخدام اسم الاشارة البعيد اشارةً للبُعد المعنوي.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار