أخبار اسلامية

أنصار الإمام الحسين (عليه السّلام) أبو ثَمامة الصائدي

أنصار الإمام الحسين (عليه السّلام)      أبو ثَمامة الصائدي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

أنصار الإمام الحسين (عليه السّلام)

 

  أبو ثَمامة الصائدي

 

اسمه عمرو بن عبدالله الصائدي، من فرسان قبيلة همدان وجنود أميرالمؤمنين المتشيّعين له، لم يفارق الإمام في مشهد من مشاهده، ملازماً لركابه، وصحب الإمام الحسن بعد شهادة أبيه عليهما‌السلام إلى أن هلك معاوية، وكان يسكن الكوفة ، ولمّا بلغ أهلها موت معاوية وانتشر الخبر، اجتمع الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، وكان من الحاضرين معهم أبو ثمامة، وكتبوا إلى الإمام كتباً حتّى أرسل إليهم مسلماً بن عقيل عليه‌السلام.

وفي الإرشاد للشيخ المفيد: إنّ أبا ثَمامة كان يشتري السلاح لمسلم بن عقيل ويجمع له العُدّة والعتاد، وكانت مساعيه في هذا السبيل موفّقة، ويستلم الأموال الموجّهة إلى مسلم، وكان بصيراً بالسلاح، يعرفه معرفة تامّة.

 

وثبت أبو ثَمامة مع مسلم حتّى تفرّق الناس عنه ، واستخفى مسلم عليه‌السلام ، عند ذلك لجأ أبو ثَمامة إلى قبيلته. فجدّ عبيدالله بن زياد في طلبه وبالغ في ذلك حتّى اضطرّه للخروج من الكوفة مستخفياً إلى أن لحق بالحسين مع نافع بن هلال حين تلاقيا في الطريق. 

 

روى الطبري وآخرون أنّ عمر بن سعد لمّا بلغ بعسكره كربلاء أراد أن يرسل إلى الحسين يستطلع رأيه ، ويقف على السبب الذي حمله على القدوم إلى العراق ، فكلّ من أراده على ذلك يأبى المصير إليه عليه‌السلام ويقول : أنا أستحيي من الحسين لأنّني كتبت إليه ، وامتنع رؤساء الجيش كلّهم إلى أن قام كثير بن عبدالله الشعبي وقال : أرسلوني إليه ، وإن شئت لأفتكنّ به...

فلما رآه أبو ثَمامة الصائدي قال للحسين : أصلحك الله أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأفتكهم فقام اليه فقال ضع سيفك فأبى قال فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم فأبى ثم استبا و انصرف. 

 

ونقلت أكثر الكتب أنّه في يوم عاشوراء حين حاصر العدوّ بجيوشه الجرّارة وتهاوى أصحابه كالنجوم الواحد تلو الآخر في الشهادة ، فكان النقص يبيّن في جماعتهم إذا قتل منهم الواحد والإثنان لقلّتهم ، ولا يبيّن النقص في جيش ابن سعد لكثرتهم ، فلمّا شاهد ذلك أبو ثَمامة قال للحسين : يا أبا عبدالله ، نفسي لك الفداء ، إنّي أرى هؤلاء القوم قد اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتّى أُقتل دونك إن شاء الله ، وأُحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة وقد دنى وقتها.

 

قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم هذا أوّل وقتها. ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي.

 

فتقدّم حبيب بن مظاهر عقيرته فيهم وصاح بهم : يابن سعد ، أنسيت شرائع الإسلام؟! هلّا أوقفت الحرب وتركتمونا نصلّي وتصلّون ، ثمّ قاتلونا إن شئتم.

فقال الحصين بن نمير لعنه الله : صلّ يا حسين فإنّ صلاتك لا تقبل ، فأجابه حبيب : لا تقبل صلاة ابن رسول الله وتقبل صلاتك يا حمار ، وأخيراً أجابهم أصحاب الحسين جواباً شديداً بعد هذا الحوار ، نشبت الحرب العوان بينهم واستشهد فيها حبيب بن مظاهر.

واستعدّ أبو ثَمامة بعد أداء صلاة الخوف لمواجهة الحتوف ، فقال للحسين عليه‌السلام : إنّي قد هممت أن ألحق بأصحابي وكرهت أن أتخلّف وأراك وحيداً من أهلك وقتيلاً. فقال الحسين عليه‌السلام : تقدّم يا أبا ثَمامة فإنّا لاحقون بك عن ساعة. عند ذلك انحدر أبو ثَمامة عليهم كالسيل المنصبّ من أعلى ووثب عليهم كالنمر الشرس وحمل عليهم ذات اليمين وذات الشمال حتّى خضّب الأرض من دمائهم وهو يقول: 

 

عزاء لآل المصطفى وبناته  *  على حبس خير الناس سبط محمّد * عزاءاً لبنت المصطفى وزوجها  * خزانة علم الله من بعد أحمد

 

حتّى أُثخن بالجراح وعجز عن القتال ، فقتله ابن عمّه قيس بن عبدالله لعداء كان بينهما.

 

يُنظر كتاب فرسان الهيجاء، الشيخ ذبيح الله المحلاتي، ج1، ص22-25.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار