أخبار اسلامية

بطولة نافع بن هلال

 بطولة نافع بن هلال
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

بطولة نافع بن هلال

 

بطولة نافع بن هلال وخوف الأعداء من المبارزات الفردية مع جيش الحسين 

وذكر الطبريّ في تأريخه: لمّا هجم علي بن قَرَظةَ على الإمام الحسين عليه السّلام فاعترَضَه نافعُ بن هلال فطَعَنه حتّى صَرَعَه، فحملَ أصحابُه عليه ليستنقذوه..

ثمّ جالَت الخيلُ التي استَنقَذَت عليّاً، فرَدَّها نافعٌ عن أصحابهِ وكشَفَهَا عن وجوههم.

وحَدَّث يحيى بن هاني بن عُروة المُراديّ (في الطبري أيضاً) أنّه: لمّا جالَت الخيلُ بعد ضربِ نافعٍ عليّاً، حَمَل عليها نافعُ بن هلال فجَعَل يضربُ بها قُدْماً وهو يقول:

إن تُنكِـروني فأنا ابنُ الجَمَلي × دِيني على دِينِ حُسينِ بنِ علي

 

فقال له مُزاحِم بن حُرَيث: أنا على دِين "فلان"، فأجابه نافع: أنت على دِين الشيطان! ثمّ شَدَّ عليه بسيفه، فأراد مُزاحم أن يولّي، ولكنّ السيف سَبَق، فوقع مُزاحم قتيلاً. 

فصاح عمرو بن الحجّاج: أتَدرونَ مَن تُقاتِلون؟! لا يَبرُزْ إليهم منكم أحد!

 

وروي عن الشيخ المفيد وصاحب المناقب: وكان نافع بن هلال الجَمَلي يقاتل قتالاً شديداً، ويَرتَجز ويقول:

أنا ابنُ هلال الجَمَليْ × أنا على دِيـن عليْ

ودِينُـه دِيـنُ النبي 

فبرَزَ إليه رجلٌ من بني قطيعة ـ قال المفيد: هو مُزاحم بن حُرَيث ـ فقال: أنا على دِين "فلان"، فقال له نافع: أنت على دِين الشيطان. فحمل عليه نافع فقَتَله، فصاح عمرو بن الحجّاج بالناس:

ـ يا حَمْقى! أتدرون مَن تقاتلون ؟! تقاتلون فُرسانَ أهلِ المصر وأهل البصائر وقوماً مُسْتَميتين، لا يَبرُزُ منكم أحدٌ إلاّ قتلوه على قِلّتهم. واللهِ لو لم تَرمُوهم إلاّ بالحجارةِ لَقَتلتمُوهُم!

فقال له عمر بن سعد: الرأي ما رأيت.

فأرسل (عمر) في الناس مَن يَعزِم عليهم أن لا يُبارزَهم رجلٌ منهم. وقال: لو خَرَجتُم إليهم وُحْداناً لأتَوا عليكم مُبارَزَةً!

 

وفي الطبري: وبَرَز نافعُ بن هلالٍ مرّةً أخرى، فأخذ يرمي بنِبالٍ مسمومةٍ كتب على أفواقها اسمَه، وجعل يقول:

أرمـي بـها مُعلَمَـةً أفواقُـها × مَسمومَةً تجـري بها أخفـاقُها

لَيَمـلأنّ أرضَـها رَشّـاقُـها × والنفسُ لا يَنفعُها إشفاقُها 

فقَتَل اثني عشر رجلاً من أصحاب عمر بن سعد سوى مَن جَرَح.. حتّى فَنِيَتْ نِبالُه، عندها جَرَّد سيفَه يضرب في أعدائه وهو يحمل ويكرّ ويقول:

أنا الهِزَبْرُ الجَمَليْ × أنا على دِينِ عليْ

.. فتَواثَبوا عليه وأحاطوا به يرَمُونَه بالحجارة والنِّصال، حتّى كسَرَوا عَضُدَيه فأخَذوه أسيراً، فأمسَكْه الشمر بن ذي الجوشن ومعه أصحابه يَسوقونه.. حتّى أتى به عُمرَ بنَ سعد، فقال عمر:

ـ وَيْحك يا نافع! ما حمَلَك على ما صنعتَ بنفسك ؟!

أجابه نافع: إنّ ربّي يَعلَم ما أردتُ.

فقال له رجل ـ وقد نظر إلى الدِّماء تسيل على وجهه ولحيته: أما ترى ما بك ؟!

فأجابه نافع: واللهِ لقد قَتَلتُ منكم اثنَي عَشَر رجلاً سوى مَن جَرَحتُ، وما ألوم نفسي على الجَهد، ولو بَقِيَتْ لي عَضُدٌ ما أسرَتُموني .

فقال شمر لابن سعد: اقتُلْه ـ اصلَحَك الله.

قال ابن سعد: أنت جِئتَ به، فإن شِئتَ فاقتُلْه.

فجرّد شمرٌ سيفَه.. فقال له نافع:

ـ أمّا واللهِ ـ يا شمرُ ـ لو كنتَ من المسلمين، لَعَظُم عليك أن تَلقى اللهَ بدمائنا، فالحمدُ لله الذي جَعَل مَنايانا على يَدَي شِرارِ خَلْقه.

فقدّمه الشمر، وضَرَب عُنُقَه.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار