السيد الشهيد الصدر : هل شعر الإمام الحسين (ع) بالوحدة يوم عاشوراء؟

حصل تأريخياً أن الإمام الحسين بعد قتل أصحابه وأهل بيته بقيَّ وحيداً فريداً بين الأعداء ، فهل شعر بذلك «بالوحدة» من الناحية المعنوية؟

الجواب كلا بطبيعة الحال لأنه يشعر أنه مع الله جل جلاله ومن كان مع الله كان الله معه وقال تعالى: (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) وما دام الحسين مع الله أذن لا يهمه ان يكون أحد من الخلق معه على الاطلاق .

ولكن هذا القول ينافي ما ورد عنه عليه السلام (هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ) كيف نوفّق بينهما ؟!

إنما طلب الناصر من قبله (عليه السلام) كان لفائدة الآخرين وأتخذ تلك الخالة سبيلا للنطق بتلك التعبيرات حتة لا يضع كل موعظة في غير محلها ولكي يتكلم مع الناس على قدر عقولهم 

وفوائد النداء ((هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا......الخ)):-

الأمر الاول: طلب الناصر ممن يولد ويوجد خلال الاجيال ليكون محباً للحسين سائراً في طريقه مضحياً في سبيل دينه وكل من كان كذلك في أي زمان ومكان فقد اجاب الحسين للنصرة .

الأمر الثاني: طلب الناصر من البشر الموجودين في ذلك العصر وتذكيرهم بمسؤوليتهم الكبرى المباشرة في الذب عن إمامهم المعصوم (من سمع واعيتنا اهل البيت ثم لم يجبنا كبّه الله على وجهه في نار جهنم )) .

الامر الثالث : طلب الناصر من الجيش المعادي الواقف أمامه في ذلك الحين وذلك لنتيجتين ؛ النتيجة الاولى : أما أن يستجيب منهم أحد او لا فان لم يستجب كان النداء حجة عليه في الاخرة.

النتيجة الثانية: وإن أستجاب بعضهم كان ذلك النداء رحمة له وسبب لتوبته وهدايته ؛ كما تاب الحر الرياحي «رض» وأثّر في نفسه تأثيره الصحيح .

ويكفينا أن نتصور ((لو أن عدداً مهماً من الجيش المعادي قد ألتحق بالحسين او ألتحق كل الجيش كيف سيكون حال التاريخ الاسلامي؟ ولكن لم يكونوا يستحقون التوبة ولا الرجوع عن الحوبة قبحهم الله)) .

الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره)اضواء على ثورة الامام الحسين(عليه السلام)