أخبار اسلامية

شجاعة التعبير عن الرأي...الشيخ مغنية نموذجاً

شجاعة التعبير عن الرأي...الشيخ مغنية نموذجاً
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

شجاعة التعبير عن الرأي...الشيخ مغنية نموذجاً

 

كان للشيخ مغنية دورٌ كبيرٌ في إحياء الفكر الديني ونشر ثقافة أهل البيت، فهو من أوائل علماء الشيعة الذين اهتمّوا بنشـر الثقافة والمعرفة على المستوى العالمي،حيث كانت معظم كتب الشيعة قبل مؤلفات الشيخ مغنية ضمن المنهج القديم للكتابة، فقد كانت تُكتب بلغة علمية محضة، لا تخلو من الغموض والتعقيد، وكانت مخصصة لطلبة العلم، وكبيرة الحجم، وتُطبع ضمن الأجواء الشيعية المحدودة.

 

وجاء الشيخ مغنية ليكتب بلغة واضحة، ويُقدّم بحوثه في كُتيبات صغيرة، وينشـرها عبر دور النشـر الشهيرة في بيروت، وكان منفتحاً على هموم المجتمع وقضايا السياسة، كما كان يكتب في الصحافة،وتمتاز كتاباته بطرح الآراء الجريئة والناقدة للواقع السياسي والديني والاجتماعي.

بكل تأكيد فإن هذا التحرّك يُعتبر جديداً على الساحة الشيعية، وقد تحمّل الشيخ مغنية نتائج جرأته وشجاعته، فقد وُجّهت له الاتهامات، حتى أنه أُتُّهم في دينه، إلا أنه كان من أشجع العلماء في عصـره، وتحمّل كل ذلك في سبيل إيصال فكره ورأيه لأكبر شريحة من القراء في المجتمعات العربية والإسلامية.

والجدير بالذكر أن الشيخ مغنية لم يحظ بهذه الجرأة والشجاعة بسبب وجوده في بيئة مساعدة، بل على العكس لم تكن البيئة التي يعيش فيها مؤيدة لهذا التحرّك الذي قام به، ولم تكن شجاعته نابعة من نفوذ وموقع ومنصب.

إن وراء هذه الشجاعة والجرأة مقوّمات ذاتية جعلت منه شخصية رسالية جريئة، وأهم تلك المقوّمات:

 

●1.الالتزام القيمي والارتباط الروحي بالله سبحانه وتعالى، فقد كان لا يخشى أحداً إلا الله، ويقول الحق، ويتحرّك لخدمة الدين والمجتمع.

 

●2.الثقة بالذات، فقد كانت ثقته محرّكاً أساسياً له في مسيرته الجهادية.

 

●3.الانطلاق من العلم، حيث كان تحركّه مبنياً على خلفية علمية، وليس مجرّد حديث جزافي يحكي به.

 

●4.قوّة الشخصية.

 

●5.الزهد في المواقع، فقد كان بعكس الكثير من العلماء الذين يتحفّظون على كلمة الحق حفاظاً على الموقعية والمكانة الاجتماعية، أما الشيخ مغنية فقد كان زاهداً في هذه الموقع، فلم يكن يطمح لمقام المرجعية، ولا لاستلام الحقوق الشرعية، ولا إلى إمامة الجماعة، وكل همّه كان في إيصال الفكر الحق لأكبر شريحة مكنة.وكان يقول«سأعبّر عن آرائي بكل حريّة لأني لا أخشى أن أخسـر أي منصبٍ من المناصب».

وبهذه الجرأة والشجاعة حافظ الشيخ مغنية على استقلاليته، وأنتج نتاجاً علمياً زاخراً.واستطاع أن يُعلن للأمة بأن حرية التعبير عن الرأي لا تُعطى وإنما تُنتزع، وأن الذين ينتظرون اللحظة التي تُتاح لهم فيها الفرصة ليُعبّروا عن آرائهم بجرأة وحرية فإنهم يحلمون ويأملون.

والشيخ مغنية بهذه المنهجية يُجسّد لنا شخصية العالم عندما يعيش مستوى الوعي الرسالي، بعكس الكثير من أبناء هذه الشـريحة ممن يخضعون لمستوى الوعي الاجتماعي، فيكون للمحيط الاجتماعي أثرٌ كبير على آرائهم وأفكارهم، لما يتطلعون إليه من زعامة اجتماعية.

وواقع الأمة العربية والإسلامية يعجّ بهكذا أحوال، على مختلف الأصعدة، حيث الإرهاب الفكري، ومصادرة حريّة التعبير عن الرأي، وحقّ لنا أن نستلهم من سيرة الشيخ محمد جواد مغنية دروس الحرية، وأن نجهر بآرائنا التي نؤمن بها بعلمٍ ومعرفة، وأن يكون اهتمامنا هو رضا الله تعالى، وأن لا نخشى في الحقّ لومة لائم.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار