المقالات والبحوث

مقال - المرجعية العراقية وظلم العراقيين لها

مقال - المرجعية العراقية وظلم العراقيين لها

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف (واحة)
#وكالة_واحة_للانباء
بقلم: الشيخ احمد الشيباني.

لم أشأ أن أخوض في موضوع طائفي أو قومي فأنا بطبعي بعيد عن مثل هذه المواضيع، ولكن قد يجد المرء نفسه محاصرا بعدة عوامل يضطر معها الى ولوج الطائفية أو القومية للخروج من هذا الحصار.


كانت المرجعية العراقية او قل (الحوزة العراقية) تعيش صراعين شديدين، على طول مسيرتها العلمية والجهادية، صراع مع منافسيها، وصراع مع عوام العراقيين، وقد يكون الصراع الاول مشروعا وطبيعيا لأنه ينشأ من باب التنافس والتسابق العلمي، وهذا بحد ذاته صحيح وصحي اذا كان في حدود البحث العلمي، وأما اذا تعدى الى صرااع وجود وبقاء مع إزالة الآخر فهذا ما يحوله الى صراع بين الحق والباطل، ولابد من نصرة الحق على الباطل.


وأما الصراع الثاني فهو صراع بين الحق والباطل جزما، لأن العوام (الجهلاء) لا يدخلون في صراع مع العلماء الا وكان الحق مع العلماء والباطل مع الجهلاء، وهذا ما لا يحتاج الى زيادة بيان.


والمهم في الموضوع أن مشكلة (الجهلاء) أنهم لا يعلمون أو لا يصدقون أنهم جهلاء، فيدخلون في نقاش وصراع (علمي وعرفي) مع العلماء فيغلبونهم، يعني يغلب الجهلاء العلماء، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما جادلني جاهل الا وغلبني، بجهله طبعا.


وعلى العموم فإن الحوزة العراقية عاشت وتعيش بين هذين الصراعين ولا اعتقد أنها ستنجو منهما، ولنا على ذلك مثالان واضحان في عصرنا الحديث، وهما السيد الشهيد الاول والسيد الشهيد الثاني (رضوان الله تعالى عنهما) فقد عاشا هذين الصراعين بكل تفاصيلهما، ونالا ما نالا منهما.


والغريب في الأمر أن الناس لا تتعظ ولا ترعوي من تلك التجارب، فكلما ظهر فقيه أو عالم أو مرجع عراقي أول من يتصدى الى محاربته وتسقيطه هم أهل العراق، وكلامي هنا اليوم عن الفقيه العراقي سماحة الشيخ محمد اليعقوبي الذي أوصى به سيدنا الشهيد الصدر بوصية واضحة لا لبس فيها وقال من جملة ما قال في حقه  أنه هو الذي ينبغي أن يمسك الحوزة من بعده. ولكنه كغيره من الفقهاء العراقيين عاش الصراعين ولم ينج منهما، بل شابه سلفه مشابهة عجيبة، فقد قيل عنهما (ليس مجتهدا، لا يفقه شيئا، ليس لديه إجازة بالاجتهاد، أخطأ في مسألة كذا وكذا) الى غير ذلك من التهم الجاهزة والتي يطبخها أصحاب (العمائم) ويأكلها العوام.


وعند متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات (العوام) تجد الرجل يتعرض لهذه الهجمات لا لسبب وجيه الا لأنه عراقي، والعراقي لا يكون مرجعا، فاليعقوبي لا يكون مرجعا، وهو قياس من الشكل الاول، تقع المغالطة فيه دائما بالمقدمة الكبرى ولكنها تسري على العوام.


والشيء المهم الذي أريد التنويه له - دفعا للإطالة - أن الاستعمار العالمي يستطيع بوسائله الغريبة والعجيبة أن يرفع الوضيع ويضع الرفيع، يعني أن الاستعمار يملك من الوسائل ما يستطيع من خلالها أن يقنع العوام أن يعتقدوا بأن هذا الشخص (الوضيع) هو الأفضل والأكمل والأشج والأعلم والأقدر ووووو فيتبعوه، وفي المقابل فإنه يجعلهم يعتقدون أن هذا الشخص (الرفيع) هو الأجهل والأجبن والأدنى وووو فيتركوه ويحاربوه، والمشكلة أن (العوام) يعتقدون أنهم يشخصون كلا منهما تشخيصا دقيقا ولا يعلمون أنهم يساقون سوق الغنم بيد الاستعمار.


ومن هنا فلا شك عندي أن الذين يحاربون الحوزة العراقية والمتمثلة بسماحة الشيخ محمد اليعقوبي هم خدمة الاستعمار من حيث يشعرون او لا يشعرون.

----------------------------------------------------------
وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2017

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار