أخبار المراجع والعلماء
المهدي ضياء الله ونوره.. الوحيد الخراساني في منتصف شعبان 1439 هـ
المهدي ضياء الله ونوره.. الوحيد الخراساني في منتصف شعبان 1439 هـ
شعيب العاملي
كلمة سماحة المرجع الديني الشيخ حسين وحيد الخراساني حفظه الله قبيل ذكرى ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.. صبيحة اليوم، الثلاثاء 14 شعبان 1439 هـ الموافق 1-5-2018 م.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيّما بقية الله في الأرضين، واللعن على اعدائهم الى يوم الدين.
ليلة النصف من شعبان على الأبواب.. لا الظرف فيها قابلٌ للبيان ولا المظروف!
إن أهمية الزمان تعرف بوقوع الحدث فيه، والمظروف في ليلة النصف من شعبان هو أملُ جميع الأنبياء من آدم للخاتم صلى الله عليه وآله.
ونحن لسنا أبداً في المرتبة التي ندرك فيها عظمة تلك الليلة، ولا المولود الذي ولد فيها.
وإن أراد أحدٌ معرفته ففي كلمتين: ضياء الله المشرق ونوره المتألق.
يحار الجميع في هاتين الكلمتين.. من الشيخ الطوسي الى الشيخ الأنصاري ..
(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً): فالشمس ضياءٌ والقمر نور، لكن الإمام عليه السلام ضياءٌ ونورٌ معاً، ولكن أيّ ضياء؟! ضياء الله ونور الله!
في القران المجيد سورة باسم سورة النور، وهذه السورة مشتملة على آية النور، وتفسير تلك الآية قد ورد عن سادس الائمة عليهم السلام في الآية المباركة (يهدي الله لنوره من يشاء) أنه القائم المهدي عليه السلام.
الذات القدوس تعالى يهدي لنوره من يشاء، عندما : يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ وَعَلَى رَأْسِهِ غَمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي: هَذَا الْمَهْدِيُّ خَلِيفَةُ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ. (كشف الغمة ج2 ص470)
هذا المهدي.. لكن أي مهدي؟! خليفة الله.
إن ظهوره وظهور حكومة الله تعالى للوجود فوق التقرير والبيان: بِيُمْنِهِ رُزِقَ الْوَرَى وَ بِوُجُودِهِ ثَبَتَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاء..
وههنا مطلبان كافيان لأهل النظر:
لا شك أن الامام ينبغي أن يكون بحكم العقل والشرع أفضل من المأموم، ودليل هذا المدعى في نص القرآن: أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى(يونس 35)
والمهم هو فقه الحديث، وهاتان الجملتان كافيتان اليوم لأهل التدبر..
من هو عيسى؟
بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسيحُ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَة (آل عمران 45)
عيسى هذا بعد رفعه الله، وأي رفع كان رَفعُه؟! وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا (مريم 57)
ينزل من مقام القرب عند الله ويكون نزوله عين صعوده، يقتدي بولي الله الأعظم!
إمام الزمان هو من يفتخر المسيح كلمة الله وروح الله أن يكون مأموماً له عند الوفود الى الله تعالى.
هذا برهانٌ على أفضلية إمام الزمان على أنبياء أولي العزم: نوح وموسى وعيسى وخليل الله، فكلهم تحت شعاع شمس سماء الولاية..
وهذا هو المقام الاول.
وقد اتفق العامة والخاصة على هذه الكبرى التي هي مورد إجماع كل المسلمين، أن الإمام أفضل من المأموم، ونتيجة هذه الكبرى في مقام التطبيق على الصغرى أفضلية ولي العصر على الانبياء والمرسلين اولو العزم من الرسل، يستثنى منهم شخصٌ واحد وهو جدّه الأمجد صلى الله عليه وآله.
أما موسى بن عمران، فمن هو؟
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْليماً (النساء 164)
وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (مريم 52)
موسى نفسه هو الذي خاطبه الله تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (طه 12)
ولما كشف الحجاب عن مقام المهدي ولي العصر عليه السلام وشاهده بعد أن تجاوز مقام كليم الله تمنى هذا المقام!
قال له الله: أين أنت وأين هذا المقام؟
هذا المقام مختص بولي العصر صاحب الزمان من نسل النبي الخاتم الذي يملأ الله الارض به عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
المهم هو أن مقامه عليه السلام ليس قابلاً للوصف!
لماذا؟
لقد قام البرهان الناطق أن أصحابه أنفسهم غير قابلين للوصف!
يضع يده على رؤوسهم فيعطي كل واحد منهم عقل أربعين رجلاً، ويعطي لكل واحد قبضة سيف عليها كلمة من العلم الربوبي، ومن تلك الكلمة يفتح ألف باب من العلم فيصبح كل واحد من أصحابه عنده عقل أربعين رجلا!
قيمة كل واحد منهم فوق ادراك وتصور كل أهل العالم!
والمهم هو فهم هذا المقام: (ضياء الله المشرق ونور الله المتألق)
ضياء الله ونور الله كلاهما اجتمعا في وجوده، وهذا برهان ناطقٌ أن المنادي ينادي: هَذَا الْمَهْدِيُّ خَلِيفَةُ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ.
يُعَرِّفُه للناس انه إمامُ الزمان ليعرفوه..
يصل الخطاب لموسى بن عمران أنك إن فعلتَ أحد أمرين كان أفضل من صيام ماءة عام كل يوم وقيام كل ليلة حتى الصباح..
يسأل موسى الله عن هذان العملان، ليأتي الجواب: أن ترد آبقاً عن بابي، أو ضالاً عن فنائي..
ويسأل عليه السلام عن تفسير هاتين الكلمتين، فيأتيه الخطاب: أما رد الآبق فتوبة العاصي، وأما إرشاد الضال فبالهداية إلى إمام الزمان.
اعرفوه وعرفوه للناس: هو ضياء الله..
وضياء الله مشرقٌ على كل ما سواه..
بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الارض والسماء.
إذا ارتفع ظله آناً عن العالم تنعدم كل السماوات والكواكب وطبقات الارض..
بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الارض والسماء
أما ظهوره، فمتى؟
إن تاريخ ظهوره ليس معيّناً، فهي تلك الساعة التي (إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاَّ هُو)
أما وقت ظهوره فهو يوم عاشوراء، في الوقت الذي يُرفع فيه ستار الخيمة فيرى الرأس المقطوع مرفوعاً على القنا..
في ذلك الحين يتكئ على الكعبة وتخرج جملة من لسانه المبارك: يا لثارات الحسين..
والحمد لله رب العالمين
© Alhawza News Agency 2019