أخبار المراجع والعلماء
المرجع اليعقوبي طريق النجاة يتطلب معرفة الإمام (عليه السلام) معرفة صحيحة والسير على نهجه
المرجع اليعقوبي طريق النجاة يتطلب معرفة الإمام (عليه السلام) معرفة صحيحة والسير على نهجه
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
كان الواعون من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) والحريصون على دينهم وآخرتهم ينظرون باهتمام بالغ إلى ما يصدر عنهم (عليهم السلام) من أخبار عن الفتن والغربلة والسقوط في الامتحان ويحملونها محمل الجد ليصونوا أنفسهم من الوقوع في تلك الفتن ومن الفشل في الامتحان الذي يحصل لكثير من عامة الناس؛ لذا كانوا يسألون الأئمةَ (عليهم السلام) عن تكليفهم وعما ينجّيهم من الجهالة ويخلصهم من حيرة الضلالة، التي هي وظيفة الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، ومن بعدهم علماء الدين خصوصاً في زمان غيبة الإمام (عجل الله فرجه) التي قال فيها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون
هذا مما جاء في كلمة لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله بعنوان ((فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي))
حيث ذكر سماحته بعد هذه المقدمة والحيرة والهلاك تكون بعدة مستويات:
(منها) على نحو إنكار أصل الغيبة لاستبعاد أن يبقى إنسان هذه المدة الطويلة أو لأي شبهة أخرى.
(ومنها) الاعتراض على طول الغيبة لعدم الصبر على تأخير الانتقام من الظالمين او للعجز عن إدامة حالة الاستعداد والتمهيد للظهور بأشكال التمهيد الذي يتطلب أحياناً تضحيةً بالنفس ومواجهةً مع الظالمين واصطداماً بالمجتمع، ولذا ستكون فترة الغيبة صعبة وشاقة.
(ومنها) كثرة أصحاب الدعاوى الباطلة الذين يدّعون الارتباط بالإمام (عليه السلام) ومشروعه فيخدعون بها السذّج والجهلة ليتأمّروا عليهم، وهكذا.
روى زرارة –وهو من أجلاء أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)- قال: (سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يُشَكُّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول: حمْلٌ، ومنهم من يقول: إنه وُلِد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر، غير أن الله عز وجل يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون، يا زرارة، قال: قلتُ: جعِلتُ فداك إن أدركتُ ذلك الزمان أي شيء أعملُ؟، قال: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادعُ بهذا الدعاء: اللهم عرّفني نفسك فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرّفني رسولك فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللتُ عن ديني)
وهذا التعليم إنما هو لنا نحن الذين نعيش في زمان الغيبة لأن الإمام (عليه السلام) يعلم أن زرارة لا يدرك زمان الغيبة، وكذلك يعلم زرارة لإخبار الإمام (عليه السلام) أن الغيبة للثاني عشر.
واكد سماحته ان المُنجي ليس هو مجرد تحريك اللسان بهذه الكلمات فإنها لا توصل إلى هذه النتيجة وإن كانت توجب بعض الفوائد كتحصيل الثواب، وهذا معنى كررته في أحاديثي لأهميته، لذلك لم يقل الإمام (عليه السلام): (قل هذه الكلمات) وإنما قال: (ادعُ بهذا الدعاء) أي أوجد في نفسك حقيقة هذا الدعاء وطلب هذه المعاني، وحينئذٍ سيعصمك الله تعالى من الضلال، ألا ترى أن الإنسان لو تعرض إلى عدو قاتل أو حيوان مفترس وله مأوى محصَّن، فهل ينجيه أن يردد بلسانه بأي عدد من المرات: (أعوذ بهذا الحصن من العدو))؟ أم أن عليه أن يدخل في ذلك الحصن فعلاً؟.
فطريق النجاة يتطلب معرفة الإمام (عليه السلام) معرفة صحيحة والسير على نهجه.
موضحا في حديثه طريق المعرفة والتسلسل فيه .
مبينا ان السعي لتحصيل هذه المعرفة أمر ضروري بالغ الأهمية لما ورد في ذيل الدعاء (فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) والضلال عن الدين يعني الوقوع في ظلمات الجاهلية، ومنه تعرف الارتباط بين هذا الدعاء والرواية المشهورة التي رواها الفريقان، وممن ذكرها الشيخ الصدوق عن محمد بن عثمان العمري – وهو السفير الثاني- قال: (سمعت أبي يقول: سُئل أبو محمد الحسن بن علي عن الخبر الذي روي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) قال (عليه السلام): (نعم إن هذا حق كما أن النهار حق) وماذا تعني الجاهلية غير الضلال والانحراف والفساد.
وكان غاية جهد الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) وتضحياتهم إنقاذ العباد من الجاهلية وأغلالها وآصارها [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ] (الأعراف:157) وفي زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام): (فأعذر في الدعاء ومنح النصح وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة).
وهذه العلامات لأولياء الأمور الذين يقودون الأمة ويأخذون بأيدي الناس نحو الهداية والصلاح ذكرتها الآية الشريفة: [الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] (الحج:41) وأي تمكين في الأرض زمان الغيبة أقوى من ولاية أمور المسلمين والنيابة عن الإمام المهدي (عليه السلام)، فعلامات قيادتهم الصحيحة إقامة معالم الدين المذكورة [أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ] (الشورى:13).
وختم حديثه من أهم وظائف المنتظرين في زمان الغيبة معرفة الحجة التي إن تمسكت بها لن تضل عن دينك، بإقامتهم لدين الله تعالى وحرصهم على عباد الله تعالى، وان السبب الرئيسي لمعاناة الامة والكوارث التي تحلٌ بها هو عدم اهتدائها الى قادتها الحقيقيين، او عدم طاعتهم كما يلزم .
اَللّـهُمَّ اَعِنّا وَوَفَّقَنا لِما تُحِبُّ وَتَرْضى وَعَلى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسوُلِكَ وَاَهْلِ وَلايَتِكَ
----------------------------------------------------------
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2017
© Alhawza News Agency 2019