أخبار اسلامية

القبس الواحد_والثلاثون من دعاء الندبة وشرحه ((أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ))

القبس الواحد_والثلاثون من دعاء الندبة وشرحه  ((أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ))
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

القبس الواحد_والثلاثون من دعاء الندبة وشرحه

((أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ))

 

يتسال الداعي في هذه الفقرة من الدعاء عن محل الرجل الإلهي صاحب الصفات الفائقة والمقامات الجليلة والمراتب العالية.

 

الرجل الذي سيقوم بإبادة وسحق وإفناء أهل الفسوق و يهلك الجماعة التي انفصلت عن الدين واختارت الأدنى وباعت الأعلى.

 

و الفاسق هو الشخص الذي يعرف الحق ويعرف فضله ثم يجانبه وينفصل عنه ميلاً إلى الباطل وحبّاً به ومنفعة منه، فهو يلهث وراء ما هو أدنى لأجل التمكّن من الدنيا ويترك ما هو أعلى وإنْ كان الآن لايرى ولكنّه متيقّن الحصول ولو آجلاً.

 

و انّ هذا الإنسان الفاسق إذا كان فردا إذا كان شخصاً فقد لا يكون شره و تأثيره كبيرا على المجتمع أمّا إذا أصبح أهل الفسوق جماعة وانس بعضهم ببعض وزيّن لهم الشيطان فجعل بعضهم يأهّل ويألّف ويزيّن للبعض الآخر فأصبحوا جماعة فإنّ شرهم سيكون عظيما ويصعب إصلاحهم وكلما تجذّر الفسوق فيهم واشربوه في قلوبهم وغاصت جذور انفصالهم عن الدين واجتمعت أهواؤهم على الابتعاد عن أحكامه، فإنّ إصلاحهم بعد ذلك يكون عزيزاً، ولابدّ من إبادتهم وسحقهم.

 

و هذا المقطع يتحدث عن أمثال هؤلاء فيقول إنّ الإمام المدّخر سيخرج في زمان يكون فيه الفسوق ومن يمارسه ليس أفراداً وإنما جماعات وشعوب وقبائل تجتمع كلها على الباطل وعلى متاركة الدين والانفصال عنه ويتراكم ذلك في قلوبهم ولابدّ لإصلاح الأرض وإحيائها من إزالتهم و إبادتهم.

 

إنّ الجماعة التي تتفق كلمتها على معاداة الدين والانفصال عنه وتركه وتتشبّث بكل صنوف الترويج للعصيان وتجاهر بالعناد ويكون شعارها الفسوق فتعثوا في الأرض إفساداً وعصياناً، ولا تقف عند هذا الحد بل تروّج له وتزيد على الحد وتفيض في ابتعادها وطغيانها وعصيانها، فتمنع المؤمنين عن ممارسة حقّهم، لا بل تمارس الباطل وتجهر به وتدافع عنه وتزيّنه للناس، وتصوّر الحق باطلاً وتمنع عنه وتعاقب عليه.

 

انّ المجتمع إذا صار على هذه الشاكلة وسار على هذا المنوال فانّه مجتمع لا ينفعه الإصلاح ولن يجدي معه النصح ولن يثمر فيه الوعظ فلابدّ والحال هذه من أنْ يخرج مبيد أهل الفسوق والعصيان والطغيان فيرث الأرض ويورّثها للصالحين بعد أنْ يهلك ويبيد ويستأصل منها الفاسقين والعاصين والطاغين.

 

وقد أشارت أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذه الحالة:

 

فعن الامام زين العابدين (عليه السلام) يخبر عن شهيد كربلاء (عليه السلام) حيث يقول له: 

((...يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة...)).

 

وعن الإمام العسكري (عليه السلام) يخاطب ولده الإمام المهدي (عليه السلام) قائلا له: 

((...وأرجو يا بني أنْ تكون احد من أعدّه الله لنشر الحق ووطئ الباطل وإعلاء الدين وإطفاء الضلال... ويقصم الله بك الطغيان ويعيد معالم الإيمان...))

 

وعن الامام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى 

((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)

 قال (عليه السلام) : ((هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقا وغرباً فيملأها عدلا كما ملئت جوراً)).

 

فهذه الأحاديث الشريفة والنصوص المعصومة تتحدث عن يوم إبادة أهل الفسوق وإخماد  صوتهم وتنكيس رايتهم وتبديد جماعتهم انّه اليوم الذي لا يرى فيه على الأرض للفاسقين علو الصوت ولا كثرة الجماعة ولا ارتفاع الراية.

 

انّه يوم الرحمة، انّه يوم العدل، انّه يوم الإنصاف والانتصاف، انّه يوم تحقّ فيه الحقوق، فتعدّل نفس الإنسان وتصبح سوية، فلا تميل إلى الباطل ولا تختار الفسوق ولا تحيد عن الاستقامة.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار