أخبار اسلامية
السيد محسن الحكيم( قدس سره) ومسجد السهلة المُعظم
السيد محسن الحكيم( قدس سره) ومسجد السهلة المُعظم
كان زعيم الطائفة الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم(قدس سره) مواظبا على زيارة المسجد المعظم وكان حريصا على الالتزام باعماره في فترات مختلفة , مثلما التزم باعمار مسجدي زيد و صعصعة(رض) المجاورين. كما دأب أبناؤه و أفراد أسرته على زيارة المسجد و المكوث فيه مع عوائلهم.
ولد السيد محسن الحكيم( قدس سره ) بمدينة النجف في شوال 1306 هـ لعائلة معروفة بالعلم والصلاح والتقوى كـان جده السيد مهدي الحكيم من مدرسي علم الأخلاق المعروفين في زمانه, وأمه حفيدة العلامة الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب كتاب تكملة الرجال. أنهى دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات, ثم شرع بدراسة السطوح العالية عند أساتذة عصره ، ولما بلغ عمره عشرين سنة؛ تتلمذ على يد كبار العلماء,أمثال السيد محمد كاظم اليزدي , الشيخ محمد كاظم الخراساني , الشيخ ضياء الدين العراقي الشيخ أبي تراب الخونساري , شيخ الشريعة الأصفهاني , الميرزا النائيني , السيد محمد سعيد الحبوبي , الشيخ الجواهري( قدس سرهم ) .و أصبح مرجعا عاما للشيعة بعد وفاة السيد البروجردي( قدس سره ) فاخذ بوضع نظام إداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة. وبهذا العمل ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات بشكل منقطع النظير. و لـغـرض إغناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف, قام السيد بإدخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد, لغرض توسيع آفاق الطلاب بالعلوم المختلفة, حـتـى يـكونوا على استعداد للوقوف أمام التيارات الفكرية المختلفة . وقـد شـجـع كـل من له قدرة واستعداد على الكتابة والتأليف, واشرف على كثير من المجلات الإسلامية التي كانت تصدر في ذلك الوقت, كمجلة الأضواء ورسالة الإسلام والنجف و غيرها. كان رجلا فريدا من نوعه بالشجاعة لا يهاب الرؤساء والسلاطين ولا يتردد في إصدار الفتاوى . أما الـخـدمات الأساسية التي قام بها السيد الحكيم( قدس سره ) فكانت تشمل تأسيس المكتبات العامة في أنحاء العراق كافة, لنشر الثقافة الإسلامية وتوعية الشباب المسلم وحمايته من الانحراف، والانجراف وراء الأفكار الهدامة التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك, وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من 70 مكتبة, وكان أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف, التي كانت تحتوي على 30000 كتاب مطبوع, وحوالي 5000 نسخة خطية . و مـن خـدمـاتـه الـجليلة الأخرى بناء المساجد والحسينيات, وتأسيس الـمراكز الثقافية الإسلامية في نقاط مختلفة من العراق, وقيامه بطبع الكتب الإسلامية وإرسالها إلى أنحاء مختلفة من العالم, مضافا إلى تأسيس المدارس العلمية لطلبة العلوم الدينية, و لـه مشاريع خدمية مختلفة أخرى خارج العراق, مثل بناء المساجد في لبنان وسورية وباكستان وأفغانستان والمدينة المنورة وجعلها مراكز دينية لإقامة الاحتفالات, ونشر الأفكار الإسلامية, وتوضيح المسائل والأحكام الشرعية, ونشر أفكار آل البيت (صلوات اللّه وسلامه عليهم) وكـان منذ شبابه رافضا للظالمين وأعداء الدين, وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق, حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق, وقـد بـذل السيد الحكيم( قدس سره ) قصارى جهوده في سبيل جمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة, عن طـريـق المشاركة في كثير من الفعاليات التي كان يقيمها أهل السنّة, مشجعا إياهم في الوقت نفسه على حـضـورهـم إلى المناسبات التي يقيمها الشيعة. وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالأجنبي بـتـرويـج أفكار القومية العربية في العراق؛ قام السيد بالتصدي لتلك الأفكار, وقاوم كل أشكال التعصب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق, و من ذلك إصداره الفتوى المعروفة بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق, لأنهم مسلمون, تجمعهم مع العرب روابط الأخوة والدين . وتصدى للأفكار الإلحادية, وعمل على توجيه انتباه الناس إلى أن الإسلام وحده هو الـقـادر عـلـى تـحـقـيق العدالة الاجتماعية، فاصدر فتواه الـمـشـهـورة (الـشيوعية كفر والحاد). انتقل إلى رحمة اللّه بعد عمر طويل, قضاه بالجهاد في سبيل اللّه عام 27 / ربيع الأول / 1390 هـ , واستغرق تشييعه من بغداد إلى النجف الأشرف مدة يومين بموكب مهيب، حضره مئات الآلاف من المؤمنين, وتم دفنه في مقبرة خاصة إلى جوار مكتبته في مدينة النجف الأشرف
© Alhawza News Agency 2019