كلما كان قلب المؤمن قريبا من الله تعالى ولامسته الأنوار الإلهية ، 

كان أقرب للاتصاف بصفاته سبحانه

ومن أهم الصفات الإلهية هي صفة الحبيب الذي يحب جميع خلقه ويعطف عليهم ، 

والمؤمن في لحظة الخشوع إلى الله تعالى يستشعر ذلك بشكل واضح 

حيث يشعر أن روحه ونفسه تخلصت من كل الأحقاد والبغض 

وحتى لو تذكر في تلك اللحظة من ظلمه أو قصر في حقه ، فإنه لن يدعو عليه بل يعفو عنه ويدعو له ، لشدة امتلاء قلبه بالخير وحب الخير 

ومن هنا نقول للمؤمنين : استشعروا آلام الشعوب والعوائل المنكوبة بالوباء الجديد (كورونا) ، 

وتصوروا حالتهم الآن ، وكيف ترملت النساء وفقدت معيلها ، وكيف تيتمت الأطفال، وكيف عزلت الأم عن أولادها ، والأخ عن أخيه ، وتشتت الأهل والجيران ، ودب الرعب والخوف إلى قلوب العوائل الآمنة .

فلنبتعد عن التحليلات والتلفسف في أسباب الوباء والتشفي بالبلدان والشعوب مهما كانوا بعيدين عن ديننا ومذهبنا ،

فليس هذا من موارد التشفي ،

هذه حالة إنسانية لا تخضع للديانات ولا للحدود والأعراق ،

ولنتوجه بقلوب العطف والحب لخلق الله تعالى ، إلى رب العزة والجلال ، 

الذي بيده دفع الضر وكشف الكرب ورفع البلاء ،

وندعوه بهذه القلوب التي لاتعرف بعضها ، وإنما دفعها للدعاء الشفقة والعطف على خلق الله تعالى 

ندعوه أي يكشف الضر والبلاء 

عن كل مؤمن 

وعن كل مسلم 

وعن كل خلقه سبحانه 

وأفضل أوقات الدعاء ماكان بعد الصلوات 

فلنكرر الدعاء بعد كل فريضة بطلب كشف الضر ودفع البلاء 

وهو أرحم الراحمين