أخبار اسلامية

خطيب جمعة الناصرية يحث على إحياء الحالة الدينية في نفوس المؤمنين ويؤكد على تفعيل دور المسجد في المجتمع

خطيب جمعة الناصرية يحث على إحياء الحالة الدينية في نفوس المؤمنين ويؤكد على تفعيل دور المسجد في المجتمع
المصدر: واحة_وكالة انباء الحوزة العلمية

 

حثَّ إمام وخطيب جمعة الناصرية فضيلة الشيخ ضياء السهلاني (دام عزه) خلال خطبتهِ التي القاها في مصلى انصار الأمام المهدي(عج) على إحياء الحالة الدينية في نفوس المؤمنين من خلال عدة مشاريع اطلقتها المرجعية وعلى رأسها الاهتمام بتفعيل دور المسجد في المجتمع .

 

وقال السهلاني " ان المتتبع لخطابات المرجعية لاسيما الاخيرة منها يجد التركيز واضح على احياء الحالة الدينية في نفوس المؤمنين ومن خلال عدة مشاريع اطلقتها وعلى رأسها الاهتمام بتفعيل دور المسجد في المجتمع وهذا يتطلب منا بذل الجهد في احياء المساجد بما هو ممكن من ادوات واليات وهذا ان دل على شيء انما يدل على ابتعاد الناس عن روح الايمان وهو بذلك يصنع معادل موضوعي لما تمر به الامة من انحرافات بسبب التيارات المادية والدينية المتطرفة التي اخذت مأخذها من المجتمعات المؤمنة "

 

واضاف " إننا مطالبون بأن نكون على مستوى المسؤولية لإبراز الشريعة الإسلامية كنظام قادر على إدارة شؤون المجتمعات المدنية المتحضرة وحل مشكلات البشرية مهما كانت معقدة، فنؤسس الفقه الاجتماعي ونؤصّل له، لأن أصول الفقه وقواعده المتداولة لا تسدُّ حاجة هذا المشروع، فللفقه الاجتماعي أصوله كما ان للفقه الفردي أصوله وقد يلتقيان في بعضها دون بعض، فمن أصول الفقه الاجتماعي قاعدة وجوب حفظ النظام الاجتماعي العام وتقديم الأهم على المهم وطاعة ولي الأمر، وقد تصح وفق هذه النظرة قواعد لم تكن مقبولة على صعيد الفقه الفردي كالمصالح العامة ودفع المفاسد وسدّ الذرائع بعد إقامة الدليل عليها"

 

مؤكداً على تثبيت الأسس الأخلاقية والمبادئ العليا لهذا الفقه مثل كرامة الانسان وحفظ حقوقه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (الإسراء:70) والعدالة الاجتماعية كما في قوله تعالى (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ) (الحشر:7) وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) (النحل:90) وبناء المجتمع الصالح على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

واسترسل الخطيب في حديثه عن اهمية الفقه الإجتماعي في جيات المجتمع إذ انه ليس ترفاً فكرياً نابعاً من فراغ، وإنما هو ضرورة حضارية، لأننا نفاخر الأيديولوجيات والنظم الوضعية الأخرى بأن الإسلام هو الأصلح لتنظيم حياة البشرية وانه النظام الأكمل والمستوعب لكل حاجات الناس في كل الأزمنة وله القدرة على مواكبة التغيرات، وهذا كله يتطلب تقديم الإسلام كنظام يدير شؤون الحياة في جوانبها المتعددة، وهذا لا يكفي فيه النمط المتعارف في الرسائل الفقهية، بل علينا أن نقدّمه كأنظمة ونظريات وقوانين تقنع الآخرين بما عندنا ولا تتركنا عاجزين عن مجاراة الأمم في إدارة شؤونها

 

لافتاُ الى بذل المزيد من المحاولات الجادة لتقديم نظريات الإسلام على هذا الأساس ورأينا نتاجاً مثمراً ومثيراً للفخر والاعتزاز في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية.

 

مؤكداً على ان الفقه الاجتماعي ليس بديلاً عن الفقه الفردي ولا يحيا بمعزل عنه فان الفقيه لا يكون (اجتماعياً) الا بعد أن يكون (فردياً) أي بعد أن ينال درجة الاجتهاد وفق الآليات المتعارفة في الحوزات العلمية، لأن الاستنباط في الفقه الاجتماعي نوع من التخصص في إعمال ملكة الاجتهاد فهو فقيه متخصًّص والمعروف أن التخصص في أي مجال علمي كالطب مثلاً يأتي بعد نيل أصل الملكة والقدرة على ممارسة المهنة.

وهذا التخصِّص يحتاج إلى أدوات إضافية كالخبرة بالواقع المعاش والمعرفة بالعلوم المرتبطة بهذا التخصّص ويكون مصداقاً للحديث الشريف عن الامام الصادق (عليه السلام) (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس([8])) ولكي يبدع في عمله فأنه يحتاج إلى مستشارين ومراكز بحثية ترفده بالبيانات التي تنقح موضوعات المسائل التي يريد النظر فيها، وهنا يبرز الدور المهم لأساتذة الجامعات والمتخصصين والنخب الفكرية.

 

 علينا ان نستفيد من زخم المسجد وقوته وآثاره المباركة في المواجهة الحضارية التي يخوضها الإسلام مع اعدائه داخل بلاد المسلمين وخارجها لمحق الإسلام

إن الفرصة متاحة اليوم لنشر المساجد ومحالّ العبادة وإقامة الشعائر الدينية في كل مكان ولو بأبسط اشكالها، كغرفة كبيرة تتخذ حرماً للصلاة مع مغاسل للوضوء، من دون الحاجة الى أبنية ضخمة، نعجز عن تفير أموالها، والمهم تأسيسها على التقوى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (التوبة:108).

 

والأهم من الإعمار المادي هو الإعمار المعنوي الذي تشكو منه المساجد في الحديث المتقدم، وإعمارها يكون بإقامة الصلوات فيها والذكر والدعاء وبيان الأحكام الشرعية والأخلاق الفاضلة وتهذيب النفوس ومجالس الوعظ والإرشاد وذكر فضائل أهل البيت ومظلوميتهم والشعائر الدينية، وجعلها خالصة لله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (الجن:18) وعدم تشويش المؤمنين بالدعوات الشخصية والفئوية وتجنيبها ما ينافي قدسيتها من المحرمات واللغو واللهو وأعمال الدنيا، وفي ذلك ورد عن أبي ذر (رضوان الله عليه) عن رسول الله (’) قال:(يا أبا ذر الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة، فقلت: كيف يعمر مساجد الله؟ قال: لا ترفع الأصوات فيها ولا يُخاض فيها بالباطل ولا يشترى فيها ولا يباع واترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك)([23]).

ومن وصايا النبي (’) لأبي ذر (رضوان الله عليه): (يا أبا ذر: كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة: قراءة مصلٍّ أو ذكر ذاكر الله تعالى أو سائل عن علم)([24]).

 فالمسؤولية متبادلة بين الحوزة الدينية والمجتمع فإن بعضهم يكمل بعضاً.

 

---------------------------------------------------------

 

كما تناول في الخطبة الثانية موضعاً مهماً يتعلق بالتحديات التي تواجه العمل الإجتماعي و العامل الرسالي معاً . حيث كان عنوان الخطبة الثانية هو "تحمّل الأذى في العمل الاجتماعي"

 

وقال السهلاني " إن المتتبع لسلوكيات وتصرفات الناس يرى بوضوح بعض الافعال والاقوال تسبب الاذى للمؤمنين العاملين من هنا فالمطلوب أن يتحمّل المؤمن الرسالي او الناشط الاجتماعي الأذى في سبيل الله. وضمن هذا السياق نفهم الحديث الوارد عن النبي في قوله: «المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»، ذلك أن من يخالط الناس، فإن عليه أن يترقب بعض الأذى الذي يصيبه من جانبهم، وهذا أمر ملحوظ في كلّ عمل اجتماعي، سواء كان في جمعية خيرية، أو نادٍ رياضي، أو مهرجان تطوعي..، ولربما كان ذلك عائدًا إلى وجود مشاكل فعلية تعتري ذلك العمل نفسه، أو لاختلاف أمزجة الناس، وفي كلتا الحالتين على الناشط الاجتماعي أن يصبر ويتحمل.

 إنّ على الإنسان المؤمن أن يضاعف من دوره الاجتماعي، في محيطه العام، ما استطاع إلى ذلك سبيلًا. وأن يهيئ المنخرطون في العمل الاجتماعي أنفسهم لمواجهة السلبيات، وألّا يجعل أحدٌ من تلك السلبيات مبرّرًا للانكفاء والانعزال.

 

وينبغي أن نقول هنا، أنّه بالقدر الذي لا يجوز السكوت فيه على الأخطاء، فإنه لا يجوز أيضًا التشهير والتسقيط، وعرقلة العمل الاجتماعي، بحجة وجود بعض الأخطاء، وإنما الصحيح هو تشجيع الأنشطة الاجتماعية إجمالًا، والسعي في الوقت ذاته من أجل إصلاح الأخطاء، التي يمكن أن تعتريها. وهذا جانب من معنى الصبر على الأذى، بتجاوز الأذى ومعالجة الخطأ. على هذا النحو ينبغي للإنسان المؤمن أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بخدمة الناس والتداخل معهم.

وهنا بودي الاشارة لعدة امور لمعرفة التكليف الشرعي أزاء ذلك وهي عبارة عن تساؤلات والحليم بالاشارة يفهم :ـ

الامر الاول : ما هي غاية المؤمن من النقد للاشخاص او الجهات ؟ 

هل غايته الضحك عليهم والاستهزاء بهم وجعلهم محل للسخرية وهو بذلك يجرئهم على مقدساته ورموزه وكل شيء يحترمه . 

ام ان غايته التنكيل بالمقابل واظهار عجزه واهانته .؟ 

فبعض الاحيان يتحمل الاخيار السب والشتم والتسقيط ولربما الاذى لأن فلان يريد ان يضحك اويستهزء وهو بفعله هذا تحمل حراما وحمل الاخرين الاذى وهنا فليلتفت كل واحد منا لهذه الامور ولتكن في حساباته قبل ان يطلق كلامه ومنشوراته فرب منشور خلق فتنة والفتنة اشد من القتل كما صرح الله تعالى في قرآنه المجيد.

فالغاية ايها الاحبة من نقد الاخرين هو اصلاحهم وابعادهم عن الطريق الخطأ ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة فاذا كانت هذه نيتك ولديك الاسلوب النافع الذي يجذب الناس ويحببهم بالدين والمنهج الذي تنتهجه فتوكل على الله في محاورتهم والا فالسكوت في من ذهب . وهذا من تحمل الاذى الاجتماعي الذي نصنعه بايدينا.

 

الامر الاخر : الرأي العام أو الجهات الفكرية النافذة تريد ان تصور وتحصر الشعب العراقي او المجتمع الذي قاري بطرفين لا ثالث لهما , فان لم تكن فوضوي ومخرب فأنت ذيل وتابع لدول مجاورة ومع الاسف تأثر بهذا الجو حتى بعض المثقفين من اتباع المرجعية مع علمه ويقينه ان مرجعيتنا وخطنا له منهج وطريق وايدولوجية تختلف تماما عما هو موجود فنحن وبفضل مرجعيتنا ممن عرف الاحداث قبل وقوعها وحذرنا منها ولكن صمت الاذان عن سماع الحق .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار