أخبار المراجع والعلماء

السيدة الزهراء (عليها السلام) والإرادة الإلهية

السيدة الزهراء (عليها السلام) والإرادة الإلهية
المصدر: مكتب المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ( دام ظله )

السيدة الزهراء (عليها السلام) والإرادة الإلهية
بسمه تعالى
الأربعاء 18/ جمادي آخرة /1444
11/1/2023
أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ان الله تعالى يكَرم عبادة المخلصين بجملةٍ من الكرامات، ويفيض عليهم من أنواره القدسية بما يتناسب مع مقدار إخلاصهم في طاعته جل وعلا، وبحسب صدقهم في عبوديته، ومن هذه الهبات هي تحقيق ما يريدون بمجرد تعلق إرادتهم به ( بالشيء الذي يريدونه او يرغبون بتحقيقه او بالحصول عليه)، كما ورد في وصف أهل الجنة في سورة يس المباركة {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} (يس:57)، او كما قال الله تعالى في وصي سليمان (عليه السلام) {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} (النمل:40).فانه بمجرد إرادته حضور عرش بلقيس وجده حاضراً عنده.
وأشار سماحتُهُ (دام ظله) الى أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو أوضح مصداق لمن يحبوهم الله تعالى بهذه الكرامة، فقد كان (صلى الله عليه واله وسلم) أجدر الخلق بأن يتحلّى بهذه المنحة الإلهية، لأنه كان يسارع الى كل فعل يريده الله تبارك وتعالى وإن لم يصدر به أمر وجوبي أو استحبابي، ويتجنب ما يكره الله تعالى وان لم يرد فيه نهيٌ على نحو التحريم أو الكراهة.
وبّين سماحتُهُ (دام ظله) خلال إلقاءه لدرس التفسير الأسبوعي على جمع من طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف، في ضوء الآية الكريمة {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82) ان الآية تكشف بجلاء عن مظهرٍ من مظاهر قدرة الله تعالى وتمام سلطنته على كل مخلوقاته من خلال بيان حقيقة شأنه تبارك وتعالى في خلق الأشياء بأنه اذا تعلقت مشيئته بإيجاد شيء وأراد إحداثه، فإنه يحصل مباشرة بمجرّد إرادته بدون فاصل، ولا يحتاج لإفاضةِ الوجود على الأشياء الى أزيد من تعلّق إرادته عز وجل به (من دون وجود أي تأمّل او تروّي أو دراسةٍ لديه سبحانه ولا يوجد ما يمنعه، ولا يمتنع شيء عن التحقق والحصول اذا أراده الله تبارك وتعالى).
وفي ذات السياق وتيمننا بحلول ذكرى مولد السيدة الزهراء (عليها السلام)، أشار سماحتُهُ (دام ظله) الى ان السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أهل البيت الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لأنهم {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (الأحزاب:23)، فاستخلصهم الله تبارك وتعالى لنفسه وطهّرهم من كل منافٍ لصدق العبودية ومحض الاخلاص، وأجرى إرادته على طبق إرادتهم، فالسيدة الزهراء(عليها السلام)كانت تسارع الى فعل ما يريده الله تعالى ورسوله قبل أمره فلا غرو ان تكون كذلك وهي سيدة نساء العالمين فيرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها برواية الفريقين .
وفي نهاية الدرس التفسيري أكد سماحتُهُ الى أن الله تعالى كان سيبّر قسم فاطمة (عليها السلام) حتماً، لو اقسمت عليه وطلبت منه أن يهلك ظالميها، لكنها صبرت واحتسبت ما أصابها عند الله جل وعلا رحمة بالأمة، وشفقة عليها وحرصاً على دوام نداء (أشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله) الى آخر يوم في هذه الحياة الدنيا.

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار