*الشيخ الصفار: البعد الاجتماعي يثري شخصية الإنسان ويرتقي بحياته*

قال *سماحة الشيخ حسن الصفار* إن البعد الاجتماعي يثري شخصية الإنسان ويرتقي بحياته، وأن المشاركة في المناسبات والبرامج الدينية تمثل فرصة مهمة لتعزيز هذا البعد.

وتابع: هذه المشاركة تساعد الإنسان على تكوين شبكة واسعة من العلاقات، تمنح الإنسان مكاسب نفسية وفكرية وعملية ومعنوية.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 3 شوال 1445هـ الموافق 12 أبريل 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: *ثقافة التعارف الاجتماعي*.

وحثّ سماحته على المشاركة في المناسبات والبرامج الدينية، والاهتمام باستثمارها على هذا الصعيد، بالانفتاح على سائر المشاركين، والتعرف عليهم، وتوثيق العلاقة المفيدة معهم.

وأبان أن الثقافة الدينية تؤكد على أهمية البعد الاجتماعي في حياة الإنسان، ومعظم المناسبات والبرامج العبادية التي وضعها الدين، تعزّز حالة التعارف والتواصل بين الناس.

وتابع: نجد هذه الحالة جلية في فريضة الحج، وصلاة الجمعة والجماعة، ومناسبات العيد، والشعائر الدينية المختلفة.

وأشار إلى وجود نمطين من الشخصية، الأول يميلُ إلى الانفتاح على الآخرين، ويهتمُ بصنع العلاقة معهم، والانفتاح عليهم.

وتابع: والثاني يميل إلى الانطواء على نفسه، والعزوف عن العلاقة مع الآخرين، إلا بمقدار الحاجة والضرورة، فتكون علاقته مع من يحتاج إليهم، ويرتبط بهم ارتباطاً وثيقًا في شؤون حياته، ولا يرغب في أن يوسّع رقعة علاقاته مع الآخرين.

وأضاف: تتفاوت درجات الانفتاح والانطواء في شخصيات النمطين، كما هو الحال في درجات التفاوت في أي سمةٍ أو صفة، فليس كل الكرماء والبخلاء في درجة واحدة، ولا كل الأذكياء في مستوى واحد. 

وأكّد أن التداخل مع المحيط الاجتماعي أمر بالغ الأهمية؛ لأنه يعود على الإنسان بدرجة عالية من الفوائد، والنتائج الإيجابية.

وذكر أن التداخل مع الناس يثري المشاعر الإنسانية في نفس الإنسان، مشاعر الحبّ والودّ والتعاون والإحسان، في مقابل ذلك، تبقى هذه المشاعر في أدنى مستوياتها متى ما اختار الإنسان الاعتزال عن الناس.

وتابع: كما أن العلاقات تساعد في تقوية وتطوير المهارات الاجتماعية عند الإنسان، من قبيل القدرة على التشبيك وبناء العلاقات، والتأثير في نفوس الآخرين، ومواجهة المشاكل، وإدارة الأزمات، وحسن التصرف في مختلف الظروف.

وأضاف: إنّ التداخل مع الناس يمثل رافداً حيوياً للأفكار والمعلومات والتجارب، لذلك نجد أن الإنسان المنفتح على الآخرين، عادةً ما تكون لديه معلومات واسعة، وأفكار متنوعة، من خلال احتكاكه بالآخرين، واطلاعه على تجاربهم.

وبيّن أنّ تداخل الإنسان مع محيطه الاجتماعي، يسهم في تمتين الرابطة والتماسك في المجتمع، حيث أنّ المجتمع الذي يهتم أبناؤه بالتواصل والتعاون فيما بينهم، تكون درجة التماسك، وحال التكافل، فيه أقوى وأفضل، ولا شك أن قوة المجتمع تنعكس على أفراده.

ومضى يقول: إنّ التداخل الاجتماعي يشكّل فرصة ثمينة للإنسان، للتبشير بأفكاره ووجهات نظره.

وتابع: إذا كان لدى أيّ شخص أو جماعة، آراء دينية، أو سياسية، أو ثقافية، وكان هناك اهتمام بنشر هذه الأفكار والآراء في المحيط الاجتماعي، فمن الطبيعي أن يمثل التداخل مع الناس قناة مهمة لبث تلك الأفكار، وتعريف المجتمع بها.

وأضاف: على النقيض من ذلك سيلف الغموض صورة وأفكار أيّ جهة إذا ما اتّسمت بالانكفاء على نفسها. 

ولفت إلى أن التعارف والتواصل مع الناس يمثل سببًا لمرضاة الله تعالى، ونيل الأجر والثواب.

مستشهدًا بما ورد عن رَسُولُ اَللَّهِ (ص): «المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ».