المرجع اليعقوبي(دام ظله)
اخفى الله اربعة في اربعة

بدء سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله في مكتبه الشريف في النجف الاشرف كلمته بتاريخ ٩ربيع الثاني ١٤٣٩ هجرية

عن الامام أبي جعفر الباقر عن آبائه عن علي بن أبي طالب ، انه قال : ان الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة :

1 - أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم .

وقال سماحته في كملته التي القاها على وفد من اهالي البصرة ان الهدف من اخفاء الطاعة حتى لا تقصر ولا تتهاون عندما تحصل امامك عمل صالح او طاعة لعله هذه الطاعة هي التي تحقق رضا الله تبارك وتعالى وتصيب الهدف وانت لا تعلم

2 - وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم .
المعاصي مستويات كبائر وصغائر والذنوب كثيرا توجد معاصي لا تسبب غضب الله تبارك وتعالى يعطي فرصة وتوجد معاصي تعجل بالغضب وانت لا تعلم من هي التي تسبب غضبه تبارك وتعالى حتى لا تستصغر شيء من معصيته كل عمل تعتقد انه ذنب ومصية لا يرضا الله تبارك وتعالى به علينا اجتنابه لاننا لا نعرف المعصية التي توجب سخطه وعضبه تبارك وتعالى .

3 - وأخفى اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق اجابته وأنت لا تعلم .
الايات الكريمة والاحاديث الشريفة تحث على الدعاء قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة اية 186)

وقال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (الغافر اية60)

ان الله تبارك وتعالى اذا وضع يده في شيء الصعب يكون سهلا واذا رفع يده عن شيء يكون صعبا بعض الاحاديث الشريفة تحث على الدعاء حتى في ملح الطعام حتى الشيء اليسير ولا تعلم اي سبب لاستجابة الدعاء

4 - وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدا من عباد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم .
ان الله تبارك وتعالى اخفى الصالحين ربما تشاهد انت انسان بسيط لا يثير اهتمام الاخرين ولكن ربما هذا يكون وليا من اولياء الله تبارك وتعالى وانت لا تعلم والهدف من الاخفاء نصل الى شيء تربوي حتى لا تستصغر احد من عباده تبارك وتعالى

قصة تذكر ان مالك الاشتر (رض) كان في الكوفة على تواضعه على زهده يمشي في شوارع الكوفة احدهم بدء بالتجاوز والسبب والاهانة على مالك الاشتر (رض) وكان قادرا ان يرد عليه بقوة بعض الناس شاهدوا ذلك الشخص يعتدي ويسب مالك قالوا له انت تعرف من هذا انه مالك الاشتر قائد جيوش امير المؤمنين (عليه السلام) ذلك الشخص قام بالبحث عن مالك حتى يقدم له الاعتذر ويطلب منه المسامحة وجد مالك في المسجد يصلي بعد الانتهاء من صلاته قدم له الاعتذار ويطلب المسامحة والعفو ماذا كان رد مالك رض اعلم انني ما دخلت للمسجد حتى اصلي ركعتين واستغفر لك

اذن لا تستخف باحد من الناس لعله وليا من اولياء الله تبارك وتعالى وانت لا تعلم والهدف من هذه حتى تحترم الناس كلهم وتحبهم ولا تستخف باحد .

والحمد لله رب العالمين .