أخبار اسلامية

القبس الثامن عشر من دعاء الندبة وشرحه

القبس الثامن عشر من دعاء الندبة وشرحه
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

القبس الثامن عشر من دعاء الندبة وشرحه

 

((اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ))

 

يتحدث هذا المقطع بفقراته المتعددة عن حقيقة لابدّ أنْ نذكّر بها أنفسنا دائماً، فعندما نستعرض مسيرة الأئمة (عليهم السلام) وهم سادة البشر وكانت لهم قدرة على العيش الرغيد والحياة المرفّهة مقابل شيء بسيط وهو الاغماض عن جزء يسير من دورهم في حفظ الدين وهداية الناس ومسك البشرية عن الانحراف والأَخذ بيد المستضعفين إلى الاستقامة.

 

فإنّ ما استعرضناه من فقرات الدعاء المبارك يعكس لنا حقيقة ما تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) من اشدّ انواع التنكيل والاقصاء والقتل وانتهاك الحرمات لا لعداء شخصي بين الساسة والحكام في زمانهم وبينهم (عليهم السلام) وإنّما هو صراع المبادئ فلم يكونوا ليدفعوا الأذى عن انفسهم ويجلبوا الراحة والرخاء لهم ولذويهم ويفسحوا المجال للحكام بترويج الباطل وتثبيت دعائم ملكهم على الضلال والانحراف.

 

إذن لابدّ أنْ نلتفت إلى قضية مهمّة جداً وينبغي أن لا تفارقنا في جميع خطوات حياتنا بل ينبغي أنْ يكون حضورها في اذهاننا آنياً وهي أنّ وجودنا مرهون بسلامة عقيدتنا واستقامة ديننا وكل ما عدا ذلك فإنّه سيزول ولنا في الائمة (عليهم السلام) وما جرى عليهم على لسان هذا الدعاء المبارك والأنبياء وماتحدّث القرآن عن قصصهم اسوة وقدوة في الحياة الدنيا.

 

فكون الارض لله يورثها من يشاء لم يمنع من أنْ يجري على أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى وكونهم لهم القدرة الكاملة على سحق الظلمة وعلى العيش براحة لم يمنع أنْ يجري عليهم مما قرأناه ما جرى.

 

اذن لابدّ أنْ لا تقف طموحاتنا وأهدافنا عند تحقيق سبل العيش المناسب فإنّ هذه كلها وسائط فينبغي أنْ لا ننغمس في المقدّمات ونترك النتيجة التي إنّما جاءت المقدمات لأجلها، فالحياة مهما كانت لاتتجاوز الستين أو الثمانين، نصفها منغّصات فلم نبيع الأربعين بثمن بخس.

 

الدعاء المبارك يريد أنْ يؤكّد على حالة تربوية فضلاً عما يريد أنْ يؤكد عليه من بعد عقائدي أو ترجمة تاريخية لما وقع أو سيقع للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وهذا البُعد الاخلاقي التربوي يخاطب وجدان الإنسان ويهزّ اعماق ضميره، أنْ قف قليلاً وفكّر في مصيرك فإنك زائل، فما هو زاد سفرك، وهناك محطات كثيرة أمامك ستساءل فيها عن رفيق دربك، وعن ما جنيت واقترفت وضيعت او استثمرت او خسرت من رأس مالك وتجاراتك، فالزمن رأس مالنا، والعقيدة رأس مالنا، والاصلاح والصلاح والاستقامة رأس مالنا، ترى كم استثمرنا من رؤوس الأموال هذه؟ وكم جنينا من ارباح في دار التجارة.

 

فالله سبحانه وتعالى في هذا المقطع تحدّث عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن وعده لن يخلف، وأنه مفعول لاشكّ ولا ريب لان الارض له ولانه وعد بأن ورثتها هم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عباده الصالحون وانّ هذه الارض ستسلم لوارثها الشرعي صاحب الأمر (عليه السلام) وانّ نصيباً من هذا الإرث سينال المتقين لانّ العاقبة لهم كما اكد الدعاء على ذلك و هنا يأتي دورنا في أنّنا كيف نكون من المتقين لتكون لنا العاقبة مع الوارثين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار