المقالات والبحوث
السيد الشهيد و روح الرسالة بقلم الشيخ عماد مجوت
♦️ السيد الشهيد و روح الرسالة
بقلم الشيخ عماد مجوت
ربما تكون الحركة الرسالية للسيد الشهيد "رض" الحركة الوحيدة في العصر الحديث التي حاكت روح الرسالة المحمدية من حيث التعامل مع وجدان الناس , فيما لو أستثنينا ثورة الإمام الخميني "رض" كونها بنفس الروح , وحركتي السيدين محمد باقر الصدر , والسيد فضل الله رضوان عليهما حيث تعدان أقرب الى النخبوية , منها الى الجماهيرية .
وبعيداً عن المساجلات , وتسجيل نقاط قوةٍ هنا , أو ضعف هناك , فما ينبغي تسجيله هنا , أن القرآن الكريم يرسم لكل مصلح وحركة إصلاحية , من ناحية تعامله مع مجتمعه وأهله خطين من التعامل :
الأول : يكمن في تخفيف الضغط النفسي والحياتي عنهم , من ناحية تطهير نفوسهم , ورفع الجهل والأنغماس في متاهات الدنيا والظلال , كما حكاه في قوله تعالى :" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ " (الأعراف : 157) .
والثاني : أن يرسم لهم منهج الحياة الكريمة , ويتصدى بنفسه ليكون حاضراً بينهم , كما حكاه في قوله تعالى :" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " (آل عمران:164) .
ولا يساورك خاطر أختصاص الآيتين بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , فأنه أسوة , والفقهاء ورثته , فكان بعث الشريعة في النفوس مرتبط بهاتين الجهتين , فكان حضورهما في حياته كل السر في الهداية التي شهدها المجتمع , ولا عجب أن تذوب فيه النفوس حيث يعود هذا الذوبان إلى ميل الفطرة إلى روح الشريعة .
إن تجربة السيد الشهيد رضوان عليه تثبيت بما لا مزيد عليه تفاعل النفوس مع الشريعة , والأستعداد للتعامل معها , وقابليتها للتطبيق في الواقع , وأن حملة الرسالة بحاجة إلى تلك الروح القرآنية المحمدية , وأن إلقاء الوزر على الناس في عدم إستعدادهم لفهم المصلحين , وعدم تطبيقهم للشريعة حرفة العاجز , فحمل الرسالة أولا ثم الناس ثانيا , ولاحمل لها إلا حيث كان المصلح " يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" من جهة ،
و "يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" من جهة أخرى .
فحيث كانت مقومات الرسالة , كانت الأستجابة , وحيث حضر المصلح بها"آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا", وعد منه , وهو لايخلف الميعاد :" وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" (الحج:40- 41) .
السلام عليه يوم ولد , ويوم أحيا أمةً , ويوم يبعث حيا .
© Alhawza News Agency 2019