المقالات والبحوث

حركة الإمام الجواد (ع) الإصلاحية في ظل الحكومة العباسيةوكيف يمكن الإستفادة منها في الوضع الراهن

 حركة الإمام الجواد (ع) الإصلاحية في ظل الحكومة العباسيةوكيف يمكن الإستفادة منها في الوضع الراهن
المصدر: المجمع العلمي لجامعة الزهراء (ع)

 

 

حركة الإمام الجواد (ع) الإصلاحية في ظل الحكومة العباسيةوكيف يمكن الإستفادة منها في الوضع الراهن 

 

 بقلم وجدان الشوهاني 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين 

كانت ولا زالت حركة الإمام الجواد (ع) محل انظار الباحثين نتيجة لما لابست حياته الشريفة الكثير من الإحداث التي كانت محط شكوك المجتمع الشيعي خصوصاً والمسلمين عموماً بدءً من إمامته التي كانت في حداثة عمره الذي بلغ سبع سنوات والتي كانت ملفتة للانظار ومن ثمَّ مسألة زواج الإمام من ابنة المأمون العباسي  التي دارت حولها الكثير من التساؤلات وغيرها كثير من الإحداث ولكن توقف هذه التساؤلات وانهاء الشكوك لا يكون الّا بعد بالوقوف على تلك الأحداث وقراءتها بتمعن لمعرفة أسرار هذه الأحداث ولكن الوقوف على جميعها قد لا تكفيه سطور ولذا أرتأينا الوقوف على الحركة السياسية الإصلاحية للإمام (ع) التي قد يتسائل الكثير حولها وعن حقيقتها في ظل المصاهرة التي كانت بين الإمام (ع) والمأمون العباسي وحتى نفهم حقيقة تلك المصاهرة لابد لنا الخوض في امور مهمة 

الأول / موقف المأمون العباسي من العلويين 

الثاني / حركة الإمام الجواد (ع) السياسية 

الثالث / الإستفادة من حركة الإمام الجواد (ع) في الوضع الراهن

 

????موقف المأمون العباسي من العلويين 

.................

فقد يعتقد الكثير بإنّ المأمون العباسي كان شيعيّا و محباً للعلويين ويستدلون على ذلك التشيع بجعل الإمام الرضا(ع) ولياً للعهد ومن ثم تزويج الإمام الجواد (ع) من إبنته أم الفضل وحرصه وتقريبه للإمام واحاطته بالعناية الفائقة فكل ذلك دليل حب المأمون للعلويين ولكن الحقيقة عكس ما يعتقده الكثير فقد بحث المؤرخون في حياة المأمون وصفاته التي تناقلتها كتب التاريخ التي تكلمت عن دهاء المأمون الحاد حتى قال البعض إنه لم يعرف العصر العباسي دبلوماسيا كالمأمون حيث كان سياسيا من الطراز الأول ففي ظل كل الاحداث التي واجهها المأمون في خلافته استطاع ان يسيطر على الحكم العباسي واستمالة الكثير لحكمه بعد قتله لأخيه الأمين العباسي الذي كان يحضى بتأييد الأسرة العباسية ورغم ذلك تمكن بدهائه ان يسيطر على الوضع فضلاً عن ابادة كل الحركات المضادة لحكمه والتي كثرت في ظل دولته وبالخصوص الحركات الشيعية كحركة ابو السريا التي اتسعت اتساعاً منقطع النظير وكان شعارها الرضا من آل محمد  فكانت اولى خطواته للقضاء على الحركة هي تقريب الإمام الرضا (ع) وجعل ولاية العهد للإمام وإرغامه على قبولها ليس حباً بالإمام والعلويين بل ليستتب حكمه على البلاط العباسي ولم يكتف بولاية العهد بل ضرب السكة باسم الامام الرضا  (ع) مما جعل الثوار يتراجعون عن ثورتهم وطوى بذلك معالم الثورات بتشتيت اتباعها وقتل قاداتها  ولكنه ما إن إستتب حكمه حتى كشف عن صفة أخرى عرفه التاريخ بها وهي القسوة التي جرّته الى دس السم للأمام الرضا (ع) فقتله بدم بارد وبذلك فقد كان المأمون العباسي غداراً فمن يقتل أخيه لا تأخذه الرحمة على الإمام الرضا (ع) ولكنه بدهائه حاول ابعاد التهمة عن ساحته فكانت خطوته الثانية باتجاه البيت العلوي هي تزويج الإمام الجواد من إبنته أم الفضل ليوهم المجتمع إنه بريء من دم الإمام الرضا(ع) فلو كان هو القاتل كيف يزوج إبنته من أبن من يطلبه بالثأر وكيف للإمام الجواد (ع) أن يرضى بهذا الزواج إيعقل أن يتزوج الإمام الجواد (ع) من إبنة قاتل ابيه فقبول الإمام (ع) بالزواج هو دليل براءة المأمون العباسي من دم الإمام الرضا (ع) ومن هنا نعلم بإن تزويج المأمون ابنته من الجواد (ع) لم يكن حباً بالعلويين ولا لأنه شيعياً كما يزعم البعض بل كان ليجعل الإمام (ع) تحت انظار الحكم العباسي فيقيد حركته  وليس ذاك وحسب بل كان يريد استمالة الإمام لمجالس بني العباس اللهوية والعبثية التي كان يعقدها البلاط العباسي فيدعوا لها الإمام (ع) بحجة تلك المصاهرة ولكن الإمام (ع) انقى من أن تلوث ساحته يد المأمون الفاسدة وبهذا يمكننا القول بأنه لم نجد حاقدا على البيت العلوي كالمأمون العباسي هذا ما اتضح من خلال مواقف المأمون من البيت العلوي وبهذا نتمكن من الخوض في النقطة الثانية والأهم لنتعرف على حقيقة حركة الإمام (ع) في ظل دهاء المأمون العباسي

 

????حركة الإمام الجواد (ع) السياسية .

..................

 

بعد بيان موقف المأمون العباسي من البيت العلوي قد يأتي التساؤل كيف يمكن للإمام الحركة في ظل هذا الدهاء والقسوة والغدر العباسي والتضييق الشديد والحقيقة ان الحركة العلوية في إمامة الرضا والجواد ( عليهما السلام ) قد اتخذت شكلاً جديداً أشبه ما يسمى اليوم بالحركة الأئتلافية فبعد أرغام الإمام الرضا (ع) على ولاية العهد وكذلك تزويج الإمام الجواد (ع) من إبنة المأمون العباسي وقبول الزواج وإن اشار الباحثون الى أنه كان قبولاً لأسباب قد أتخذت الحركة الإصلاحية شكلاً جديداً فلم يكن في مخيلة الإمامين السيطرة على الحكم أو الطمع في سلطة بقدرما كانا

 

يريدان ( عليهما السلام) توسيع نطاق الإصلاح في الشارع الشيعي بعد ما كان مضيّقا في زمن اللارشيد العباسي فقد عانى الشيعة الأمرّين في زمن اللارشيد العباسي فالإمام الجواد (ع) يعلم بدهاء المأمون وأنّ غايته من هذا الزواج اضفاء الشرعية لحكومته ولكن الإمام (ع) أستطاع أن يسقط تلك الشرعية بعدم تدخله في الإمور السياسية للبلاد وما ذاك الأ رسالة الى الشيعة بإن الحكم العباسي مازال حكماً غاصباً للخلافة الالهية وإنّ المأمون ليس شيعياً أو محباً لأهل البيت (ع) كما يعتقد البعض  فكانت هذه  اولى حركات الإصلاح إما المسألة الثانية والمهمة هي تواصل الإمام (ع) مع انصاره واتباعه فمن جهة كان ذلك التواصل تحت اعين البلاط العباسي وذلك لمكانة الإمام (ع) من المأمون فلا يتمكن المأمون من منع الإمام (ع) من التواصل مع محبيه وأنصاره ومن جهة أستغل الإمام (ع) هذه المصاهرة في مد الشارع الشيعي بما يريده من خلال تلك اللقاءات مع التمويه حتى لا ينتبه البلاط العباسي لذلك الإصلاح وبذلك تمكن الإمام (ع) مع ذلك التضييق إن يتحرك سياسياً لكن لا كما يتصور البعض فالسياسة التي أرادها الامام (ع) هي توعية الشارع الشيعي وأستغلال الفرصة لتقوية العقيدة وأصلاحها بما يخدم التشيع لأنّ الخلافة وإن كانت مغصوبة ظاهراً لكن إمامة القلوب لا يمكن لإي حكم أزالتها ولذا لم يأبه الإمام (ع) للسياسة السلطوية بقدر أهتمامه بالسياسة الإصلاحية ولذا بمجرد إن رحل المأمون عن الدنيا وتسلّم الحكم المعتصم حتى نجد تغييراً هائلا في تلك الحركة فالمعتصم شبيه اللارشيد فنجد الإمام (ع) قد عانى الكثير في خلافة هذا المجرم الذي ضيق على الإمام (ع) حتى وصل الإمر أن يدعوأ الامام (ع) ربه أن يعجل برحيله عن الدنيا فكان ما كان من انتهاء حياة الإمام (ع) بشكل مؤلم من تلك الزوجة الغير موالية والغير محبة لأهل البيت (ع) فرحل الإمام (ع) مسموماً عطشاناً فشابه بعطشه جده الحسين (ع) وشابه بطريقة قتله عمه الإمام الحسن (ع) فرحل بريعان الشباب شهيداً مظلوماً ولكنه أصلح الكثير 

 

????كيف يمكن الأستفادة من حركة.

....................

 

الإمام الجواد (ع) في الوضع الراهن 

حقيقةً إن اليوم شابه الى حد كبير الإمس فاليوم يعتقد الكثير بأن الحكومة شيعية مع  إنها اشبه بحكومة المأمون العباسي فهناك تقريب ولكن بدهاء امريكي اسرائيلي حتى وقع الكثير في شرك هذا التوهم فالحكومة إئتلافية كما يعبرون عنها اليوم بسبب عقد القران بين الأحزاب والتيارات الشيعية مع الكراسي البرلمانية والمناصب الوزارية ولكن الإحكام ضد التشيع وللأسف الشديد فكم حكماً صدامياً مازال سارِ المفعول الى الآن وما يؤلم القلب إننا لا نجد حركة تشابه حركة الإمام الجواد (ع) فالحركة السياسية للشيعة اليوم هي حركة سلطوية وليست إصلاحية وحيث إن السلطة وكراسيها مغرية وجدنا الكثير قد سقط في ذلك الغرور فأخذ يملأ الجيوب وينهب ونسي مذهبه مع إنّ النجاة الحقيقية تكمن في إصلاح الواقع الشيعي المتدهور منذ زمن الطاغية واليوم اصبح للأسوأ ولذا لابد أن يفهم من يملك فكر أهل البيت (ع) أن ما أغتصب من الإئمة يستحيل أن يأخذه حزباً أسلامياً فكلها أحزاب و تيارات فاشلة وقد ثبت فشلها لانها أحزاب سلطوية وليست إصلاحية فبدل إن يستغلوا الفرص التي تمر مر السحاب للإصلاح بتصحيح العقيدة التي نخرها النظام البائد فأصبحت ضعيفة لدرجة إن رياحاً بسيطة كفيلة بزعزعتها وهذا هو ما يجري اليوم ولا نعلم قد نشهد في الإيام القادمة حكم المعتصم ( صداما آخر ) فنعود كما كنا ولكن بخفي حنين بسبب سياسيوا اليوم وقاداتهم الذين غرتهم الدنيا وهم يعلمون إنها طليقة أميرهم علي بن ابي طالب (ع) راحوا يشوهون المذهب بفعالهم المشينة  

فعلى كل الأحزاب والتيارات الإسلامية أن تراجع سياستها وليعلموا إنه لا ولن تكون هناك حكومة شيعية الّا بقيادة الإمام الحجة (عج) وما موجود اليوم هو حكومة عباسية مأمونية وعن قريب ستنتهي ليحل محلها حكومة المعتصم وسيعض الجميع اصابع الندم 

فسلامٌ على شباب الإئمة الإمام الجواد (ع) 

وتحية لكل من سار بنهج الإمام الجواد (ع) 

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار