المقالات والبحوث

النفس والدوافع السلوكية النفسية الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

النفس والدوافع السلوكية النفسية   الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

النفس والدوافع السلوكية النفسية 

الشيخ ليث عبد الحسين العتابي 

************************ 

 إن دوافع السلوك هي القوى المحركة لنشاط الكائن الحي،  ذلك النشاط الذي يحفز السلوك و يوجهه نحو تحقيق هدف أو أهداف معينة. 

و الدوافع( Motives)هي الاسم المقابل للحاجات،  فالإنسان و الحيوان على حد سواء يحاول إشباع تلك الحاجات لديه متى ما شعر بذلك،  فهي بمثابة المنبه الذي يُخبر تلك المخلوقات إلى أن هناك نقصاً،  أو خللاً ما في جسمه يجب تداركه،  و من ثم إشباعه،  و هي أيضاً المثيرة للرغبات عند تلك المخلوقات،  و التي يجب إشباعها للتخلص من الضغوط التي تسببها. 

و تنقسم تلك الدوافع إلى قسمين رئيسيين تبعاً للحاجات المتعلقة بها و هي : 

أولاً: الدوافع الفسيولوجية: وهي الدوافع الأساسية التي تولدها الاحتياجات الملحة و التي لا يمكن لأي مخلوق إهمالها او التغاضي عنها،  فهي احتياجات مباشرة للجسم،  و تكون في معظمها دوافع فطرية،  تنشأ مع الإنسان عند خلقه،  و التي بغيرها لا يتمكن هذا الكائن من البقاء،  و قد جعلها المولى القدير عز و جل دوافع فطرية في هذا الكائن،  فالجنين عند ولادته لا يحتاج لمن يعلمه الرضاعة،  و لا يحتاج لمن يعلمه البكاء عند شعوره بالجوع أو العطش. 

قال تعالى:(( وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها * )) سورة الشمس،  الآيات( 7 ـ 10 ). 

ثانياً: الدوافع النفسية: وهي دوافع مكتسبة من الدوافع الفسيولوجية الفطرية أو أنها مكتسبة نتيجة تفاعل خبرات الإنسان مع عوامل التنشئة الاجتماعية. 

و هي في معظمها إن لم تكن جميعها رغبات و ليس احتياجات أساسية لهذا الإنسان،  كونها مكتسبة و ليست فطرية،  و تنشأ الحاجة لها عند الإنسان مع تطوره في النمو لا عند خلقه،  و هذه الدوافع لا يتشارك بها الإنسان مع الحيوان،  فهي دوافع خاصة بالإنسان نتيجة تعايشه في مجتمعات تكافلية،  فهو كائن اجتماعي لا يستطيع العيش منفرداً،  كما أن هذه الدوافع تولدت نتيجة للعقل( التراكمي)عند الإنسان. 

قال تعالى:((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)) سورة آل عمران،  الآية (14). 

إن للقرآن الكريم حصة كبيرة في ذكره للنفس الإنسانية و كل ما يتعلق بها فيزيقيا و ميتافيزيقيا،  في عالم الجسد أو في عالم الروح،  فقد ذكر و أكد على أهمية تربية النفس من حيث كونها( جسد)إنساني و ذلك من خلال تربية( الروح)كونها المحرك الأساس و الرئيس لذلك الجسد. 

و قد أورد القرآن الكريم في العديد من الآيات النفس،  فقد ورد لفظ( النفس)في القرآن الكريم( 296)مرة،  إذ ورد بصورة المفرد( 140)مرة،  و في صورة الجمع ورد( 155)مرة. 

ونذكر من جملة هذه الآيات وعلى سبيل المثال: 

قال تعالى:((وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها * فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)) سورة الشمس،  الآيات( 7 ــ 10 ).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار