المقالات والبحوث

موعظة الأربعاء : لا تحقّر صغيرا من حوائجكم فأن أحبَّ المؤمنين الى الله تعالى أسألُهُم . الشيخ الايرواني

موعظة الأربعاء :  لا تحقّر صغيرا من حوائجكم فأن أحبَّ المؤمنين الى الله تعالى أسألُهُم . الشيخ الايرواني
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

موعظة الاربعاء

 

آية الله الشيخ الاستاذ الايرواني

 

جاء في الحديث الشريف عن الامام الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) :[ لا تحقّر صغيرا من حوائجكم فأن أحبَّ المؤمنين الى الله تعالى أسألُهُم ] بمعنى اشدهم سؤالاً ودعوةً لله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، كما تعرفون الاسلام له ادبيات وثقافات متعددة ، واحده من ادبياتهُ التي أكد عليها ، التي اشرنا اليها في المحاضرة السابقة هي "المحبة" ، إن كل مؤمن يحب المؤمن الثاني ، وقلنا عن هذه المحبة سوف تترتب امورٌ وامور ، و واحدة من ثقافات الاسلام "الدعاء" ، اكد عليه في القرآن الكريم الكثير الكثير ، حتى انه جاء في القرآن الكريم ، أن الذي لا يدعو سوف يدخل جهنم -اعاذنا اللهُ واياكم- :   

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}

 [الجزء: ٢٤ | غافر ٤٠ | الآية: ٦٠]

داخرين اي بمعنى صاغرين ، اذاً عدم  الدعاء هو نحو استكباري يعنى انا لا احتاجك يا الله ، و واقع المطلب هو ايضاً هكذا ، وتنشأ هذه الثقافة من امرين ولعله امورٌ اخرى موجودة ، انا سوف اذكر امرين :

الامر الاول نفس الاتصال بالله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، الذي هو الكمال المطلق لأن الدعاء هو الطريق الأتصال بالله وهو الشيء بنفسه مطلوب ، انت الآن الا تَود  ، عن احد الاشخاص مثل شيخ عباس القمي (رض) صاحب مفاتيح الجنان ، موجود لدينا ، اذهب اليه واجلس عنده واسأل ، هو نفس الاتصال انا استفيد من حركاته ومعلوماته وما شابه ذلك .

فكيف بالله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ اذا كان الاتصال الذي كله كمال ، اذاً هو مطلوبٌ لذاته بهذا المعنى يعني الاتصال بالكمال هو بنفسه كمال ، والمنشأ الثاني لثقافة الدعاء هوان المؤمن اذا لم يدعُ معناه انا لا احتاج ، هكذا معناه ولو بالدلالة الالتزامية العملية عملاً ، يعني انا لا احتاجك يالله وهذا شيء باطل كما هو واضح نحن نحتاج الى الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ في الصغير والكبير ، وعلى سبيل المثال ، تحريك اليد ، انا عندما احرك يدي احتاج الى الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، بلا اشكال ، اذا اراد ان يسلب مني الصحة لا استطيع تحريك يداي بعد ذلك ، ومثال اخر ، اذا انا اريد خبز ، اكيد سوف اذهب الى الخباز وفي طريقي يمكن ان اقع واتذى ، اليس هذا الاحتمال موجوداً ؟ ، اذا في الصغير والكبير نحن نحتاج الى الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، اللهم اعني وخذ بيدي واعني في جميع اموري ، وفي الحديث الشريف القدسي ( يا موسى ، سَلني كل ما تحتاج اليه حتى علف شاتك وملح عجينك ) وهذا الحديث يعلمنا على اننا محتاجون الى الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، وحتى الملح وهو موجود لدينا ، لكن اسألني ، ما هي قيمة الملح ؟! ، اطلب من لدي كل شيء حتى هذا ، وخصوصاً نحن طلاب العلم يا اخواني يا اعزة ليس معلوم ما الزلات التي تصدر من غير قصد ، وتكون بالتالي في ضرري ، ايمكن ان يحدث هذا ام لا  ؟ ، فلا بد دائماً الوذ بالله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ في الصغير والكبير ، هذه غير دراستنا ، دراستنا واضحة ، احد الاشخاص يصبح شيخ انصاري ، واسمهُ موجود ، هناك عنايات ربانية ، او احد الاشخاص تراه في الحوزة ، بقى وبقى ، وبعد ذلك ليس له اسمٌ كأنهُ لم يكن شيئاً مذكوراً ، الخلاصة نحن بحاجة الى الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ في كل امورنا ، بل نشتري اخرتنا ، ونحصل على الجنة ، يوجد احتمال عندما يقول يا ربي ، اريد ان ترزقني الجنة ، اهذا يؤثر ام لا ؟ ، ايوجد احتمال يؤدي ، لماذا لا اطلب ، وقد ورد في الحديث الشريف : (يدخل الجنة رجلان ، كانا يعملان عملاً واحداً ، فيرى احدهما صاحبه فوقه ، _ المنزلة اعلى بالقرب من اهل البيت ، وان شاء الله جميعنا بحق محمد وآلِ محمد ان نكون مع اهل البيت _ فيقول يا ربي بما اعطيتهُ وكان عملنا واحداً ، فيقول الله تعالى : يسألني ولم تسألنِ ) اذا على هذا الاساس في كل امورنا نحن لابد وأن في درسنا ان ندعو الله ان يوفقنا ان نستفيد ونفيد ، ولوجهِ ، وهذا القيد ايضاً نضعهُ ، انا لا استطيع من دون مساعدتك ، لا استطيع ان اقوم بالعمل لوجهك الكريم ، من لدُنك اريد المساعدة في ذلك ، حتى في مجال القصد ايضاً احتاج الى المعونة الالهية ، اذا تعلمنا هذا الشيء ، وكنا نعلم ، ولكن هذا يؤكده ، في الصغير والكبير وفي كل حركاتي ، وبالاخص نحن نعيش في فترة عصيبة ، هذا الانترنت الذي خرج لنا ، لا نعلم اهو رحمة ام نقمة ، اول مرة قلنا ما هذا ، هذا العلم هذا التطور ، من هذا الجانب هو صحيح ، لكن من جانب اخر ، افسد ابني ، ابني ضاع من بين يدي وبنتي ايضاً  ، واذا انا لم ابقى ، هذا كواقع نحتاج الى دعاء الله ؏ــڗ ּﯡڇــڷ ، ان يحفظنا ويحفظ اولادنا وعائلتنا فدائماً يا اخوتي عليكم بالدعاء ، الهي احفظنا جميعاً من جميع الزلات ، وارزقنا خير الدنيا وخير الاخرة ، وادفع عنا شر الدنيا وشر الاخرة ، وارزقنا الجنةَ بغير حساب مع النبي وآله الطيبين الاطهار .

 

اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار