المقالات والبحوث

فلسفة الاستشفاع بأم البنين لقضاء الحوائج

فلسفة الاستشفاع بأم البنين لقضاء الحوائج
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وآله الطاهرين. 

 

اعتاد الناس في طلبهم الحوائج من أي شخص، أن يستشفعوا إليه بمن يُحبه، ومن يكون -- لسبب أو لآخر-- صاحب حضوة ومنزلة عنده، وذلك للتاثير عليه في قضاء حوائجهم، وتيسير أمورهم، وهذه سيرة عملية عقلائية، يتّبعها الجميع في سبيل التأثير على قناعات أو قرارات مَن يملك قضاء تلك الحاجة.

 

هكذا الإنسان المؤمن فإنه وإن كان عندما يقصد حاجة ما، ويسعى للحصول عليها، يدعوا الله ويتوسل إليه في قضائها، ومن جهته تعالى قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه، حيث لا بخل في ساحتة تعالى، قال تعالى: (( ادعوني استجب لكم)).

 

إلا أن هذا لا يمنعه إطلاقا من أن يتوسل الى مولاه ويستشفع إليه، لقضاء حاجته، بمن تكون له حضوة و منزلة عنده تبارك وتعالى، خصوصا إذا كانت الحاجة مستعصية.

 

وكلنا يتفق على أن أفضل مَن يُقدمون بين يدي الله تعالى، لقضاء الحوائج، هم المؤمنون الأتقياء المخلصون، وعلى رأسهم الأنبياء والائمة والأولياء (عليهم جميعا سلام الله)؛ ذلك لأنهم بلغوا أعلى درجات الإيمان والتدين، ونالوا أقصى مراتب الكمال في التجارة مع الله، حيث برزت في شخصياتهم صفات الاخلاص والتقوى والوفاء بالعهد، الذي أخذه الله تعالى على عباده، مما يجعلهم قريبين منه تعالى، ومن الأسباب الطبيعية لاستنزال مننه و ألطافه.

 

أيها الأحبة وبعد هذه المقدمة، وحين نتوجه إلى الحديث عن السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية، المكنّاة بأم البنين (عليها السلام)، فحيث توفرت فيها أعلى درجات الإيمان والكمال، فمن المناسب جدا أن يستشفع بها الإنسان المؤمن، ويقدمها بين بيدي حاجته الى الله تعالى.

ولا عجب حينئذ أن تُقضى حاجته تلك، بامر الله تعالى، خصوصا وكلنا يعلم أنها امرأة اقترنت واقترن ذكرها وطيبها -- وهي في بيت عليٍّ وفي رحاب عرفانه -- بمدرسة الولاية الإلهية، وتربّى في أحضانها غصنا العصمة (الحسن والحسين)، ومعهما السيدة العقيلة زينب بنت علي، الى جنب رموز الفداء والتضحية، أبو الفضل العباس وأخوته الثلاثة، مما يعني في النتيجة أنها من أهل الله، ومن الأسباب الموجبة لقبول الدعاء واستجابته، وقضاء الحوائج، واستنزال العطايا، وتيسير العسير بلطف الله عز وجل. 

 

ولذا تجدون أغلب أهل المعرفة من العلماء، يرشدون ويؤكدون على النتائج القطعية لكل من توسل بهذه السيدة الجليلة المخلصة، ويروون لنا في ذلك عشرات المجرَّبات في قضاء الحوائج ببركة الأنفاس الإيمانية الطاهرة لها (عليها السلام).

 

نسأل الله تعالى أن يُبصّرنا معرفة أهل هذا البيت، وأن يجعل لنا قدم صدق في ولايتهم، كي ننعم بنعيم جنتهم في الدنيا قبل الآخرة، إنه سميع مجيب.

 

وأخيرا نقول: سلامٌ عليك ياسيدة الإيمان والوفاء يوم ولدت، ويوم توفيت، ويوم تبعثين حيّة طاهرة مطهّرة، والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

 

عباس الناصري

١٣/ ج٢/ ١٤٤١ هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار