المقالات والبحوث

حب الصديقة عليها السلام خير العمل

حب الصديقة عليها السلام خير العمل
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عماد مجوت

 

في يوم النداء يقال بلسان الجبار تعالى : ﴿وَلَقَد جِئتُمونا فُرادى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم﴾[الأنعام: ٩٤] . فلا ناصر للعبد ، ولا لسان يتحدث عنه إلا حقيقته ، يوم يكون فردا : ﴿يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ * فَما لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ﴾[الطارق: ٩-١٠] .بل حتى من يرتبط به نسبا : ﴿فَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ فَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَساءَلونَ * فَمَن ثَقُلَت مَوازينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ * وَمَن خَفَّت مَوازينُهُ فَأُولئِكَ الَّذينَ خَسِروا أَنفُسَهُم في جَهَنَّمَ خالِدونَ﴾[المؤمنون: ١٠١-١٠٣] .

 ولا تلتفت إلى عملك ، لتتصور أنك تكتفي به لولا رحمة الله تعالى ، كما في ما روي عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله : "لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ " .فلا عمل إلا رحمته .

 ومن عظيم رحمته تعالى حب المصطفى صلى الله عليه وآله ، كما عن أَنسٍ : أَنَّ أَعرابيًّا قَالَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم واله: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم واله: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: حُبُّ اللَّهِ ورسولِهِ، قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ " ، وفي لفظ أخر :" مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ، وَلا صَلاةٍ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ " . 

ومن أعظم حِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ ، حب الصديقة عليها السلام، حيث كانت بضعة منه صلى الله عليه وآله : " إنها فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما إنصبها " . بل هي رضا الباري تعالى وغضبه كما في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :  «إن الله ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها» ، وعن سلمان المحمدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه " .

وحيث كانت صلوات الله وسلامه عليها رضا الله تعالى وروح النبي صلى الله عليه وآله ، فكانت خير العمل يوم لا عمل .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار