المقالات والبحوث

زينب وخديجة (عليهما السلام) ..سنخية القيادة والايثار والتضحية

زينب وخديجة (عليهما السلام) ..سنخية القيادة والايثار والتضحية
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

صنوان تفارقا زمانا واجتمعا روحا وحركة وعطاءً... انهما خديجة وزينب ( عليهما السلام) 

فالمتتبع لسيرة وحياة السيدة خديجة بنت خويلد ( عليها السلام) يجدها انها كانت اكثر من زوجة لرسول الله (صلى الله عليه واله) .. فهي الكهف العاطفي والحضن الدافيء الذي آوى النبي الاكرم (ص) بعد ان ذاق مرارة اليتم بفقد الاب والام والجد.

وهي الملجأ الذي ركن إليه لينطلق منه في مواجهة الصعاب لنشر دين الله تعالى بعد ان آثرت بنفسها وضحت بأموالها في سبيل ذلك حتى قال رسول الله (ص) :

((ماقام ولا استقام ديني إلا بشيئين : مال خديجة وسيف علي بن ابي طالب (ع) ))

(( وما نفعني مالٌ مثلما نفعني مال خديجة (ع) ))

هذا بالإضافة الى دعمها المعنوي بان كانت له ردءا وسندا وعونا حيث بادرت الى تصديقه والايمان به فكانت اول امراءة تدخل الاسلام .

وبذلك اضحى حب خديجة (ع) وحنانها ومواساتها ودعمها المعنوي والمادي لزوجها رسول الله (ص) بلسما شافيا لجراح معاناته وسدا منيعا لتأكيد صموده واستقامته في طريق ذات الشوكة حيت كان وحيدا فريدا لولاها .

لذا فقد أحبها رسول الله(ص) من كل قلبه وبكل احاسيسه ومشاعره , وعندما ماتت حزن حزنا شديدا واطلق على سنة وفاتها بعام الحزن .

لم تغب صورتها عن مخيلته وكان يذكرها بانفاسه التي تتصعد في روحه الطاهرة فيبين عظيم فضلها على الاسلام ويُظهر حبه وتقديره لها ولكل مايرتبط بصلة بها .

فمما روى عنه (ص) انه قال : ((.. قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله اولادها إذ حرمني اولاد الناس )) ...الشوكاني:محمد بن علي (در الصحابة في مناقب القرابة والصحابة ص316)

نعم هذا هو موقع السيدة خديجة في قلب رسو ل الله (ص) .. وهذه هي مكانتها في نفسه .

وبعد وفاة خديجة ع بثمان سنوات حيث توفيت رضوان الله عليها قبل الهجرة بثلاث سنين , وُلِدت سنخها وحفيدتها زينب ع في السنة الخامسة للهجرة , وحينما جئ بها في الايام الاولى لولادتها الى رسول الله (ص) وقع نظره عليها , واذا به يستحضر صورة جدتها خديجة (ع) فتقول الرواية :

(فضمها الرسول الى صدره وأخذ يقبلها ثم قال : اوصيكم بها , فإنها شبيهة جدتها خديجة الكبرى) ..الجزائري:السيد نور الدين /الخصائص الزينبية ص42 )

ياترى ماذا رأى الرسول (ص) في وجه زينب (ع) حتى شبهها بجدتها خديجة؟

أهناك شبه في الملامح والشمائل ؟

ام هناك شبه بمواقفها لاحقا مع أخيها الحسين (ع) في واقعة كربلاء عندما آثرت على نفسها وضحت بأولادها وخرجت من بيتها ناصرة لأمام زمانها الحسين (ع) ؟

ام هناك شبه في دعمها المعنوي عندما كانت الصوت الناطق لثورة أخيها الحسين (ع) ولولاها لانطوت على الناس اكاذيب يزيد لعنة الله عليه ؟

ام ان النبي (ص) قرأ المكانة العظيمة التي ستحتلها زينب (ع) في قلب امير المؤمنين (ع) وفاطمة (ع) واخويها الحسن والحسين (ع) كما احتلت خديجة مكانة عظيمة عنده (ص)؟

ام وجد النبي بنظرته المعرفية وروحه الملكوتية السنخية والمطابقية بين الوجود الخديجي والوجود الزينبي حتى اطلق عبارته في الرواية لوجود الشبه بين هذين النورين السابق واللاحق ؟

أوجه الشبه :

ويمكن وبعد التأمل بيان اهم نقاط الشبه بين هاتين العظيمتين ومنها:

الروح المعنوية العالية : فكلاهما حملتا روحا معنويا عالية وراقية متصلة بخالقها , ومتعالية عن الدنيا ومافيها

الغربة ... حيث ذاقت السيدة خديجة الغربة بعد ان قاطعنها نساء قريش عندما علموا باسلامها واتباعها لدين زوجها رسول الله ص , وكذلك السيدة زينب (ع) عانت الغربة وهي تنتقل من بلد الى اخر اسيرة بيد جيش ابن زياد لعنه الله

التضحية في سبيل نصرة الدين

الكهف المنيع

المواساة

وغيرها من الاوجه التي سياتي بيانها في كتيب سينشر قريبا باذنه تعالى

 

بقلم ام منتظر الكاظمي

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار