المقالات والبحوث

الصفار: الدعاء مدرسةٌ فكريةٌ أخلاقيةٌ تربوية، ومن خلاله تترسخ مفاهيم العقيدة وثقافة الإسلام الصحيحة في نفس الإنسان

الصفار: الدعاء مدرسةٌ فكريةٌ أخلاقيةٌ تربوية، ومن خلاله تترسخ مفاهيم العقيدة وثقافة الإسلام الصحيحة في نفس الإنسان
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

الشيخ حسن الصفار

ونحن نستقبل بركات شهر شعبان، هذا الشهرالعظيم، وماله من المكانة والمنزلة العظيمة عند الله تعالى، فعن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله "ع" حثّ من في ناحيتك على صوم شعبان. فقلت: جعلت فداك ترى فيه شيئاً؟ فقال: نعم. إن رسول الله "ص" كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً يُنادي في المدينة: (يا أهل يثرب إني رسول الله إليكم، ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري).

 

إن من أفضل الأعمال في هذا الشهر العظيم: الصيام والصدقة والدعاء.

فالدعاء يأتي في المرتبة الأولى من بين تلك الأعمال، فالدعاء مدرسةٌ فكريةٌ أخلاقيةٌ تربوية، ومن خلال الدعاء تترسخ مفاهيم العقيدة وثقافة الإسلام الصحيحة في نفس الإنسان. وينبغي عند قراءة الدعاء التفكر والتدبر في معاني الألفاظ، وليس الاقتصار فقط على ترديدها.

 

ففي الحديث المروي عن رسول الله "ص" أنه قال: (الدعاء مخّ العبادة)، وتشبيه الرسول "ص" للدعاء بعضو من أعضاء جسم الإنسان وهو: المخ، يدفعنا للنظر في أهمية هذا العضو لنستقرئ عظمة الدعاء من خلال ذلك.

 

فالمخ له دور إدارة الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان، ومن خلاله تقوم بقية الأعضاء بأدوارها. وكذلك الدعاء يقوم بدور التوجيه وترشيد وعي الإنسان في الحياة، ويُصحح فهم الإنسان بالدين لكي لا يكون فهمه مبتوراً.

 

وللمخ أفضلية على سائر أعضاء الجسم، وكذلك الدعاء له أفضلية على سائر العبادات، ولذلك رود عن الرسول الأعظم "ص" قوله: (أفضل العبادة الدعاء).

ومن الخصائص التي تٌميّز الدعاء على سائر العبادات، ومنها:

  

- الدعاء انبعاث فطري وجداني، يقول تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾.

- الدعاء مظهر للعبودية والإقرار بقدرة الله تعالى وصفاته.

- الدعاء يرفع معنويات الإنسان أمام المشاكل والتحديات، يقول تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾.

- الدعاء توثيق للصلة والانفتاح على الله تعالى.

- الدعاء تكريس للمفاهيم والتربية الأخلاقية.

 

وفي دعاء الإمام زين العابدين "ع" الذي كان يدعو به في كل يومٍ من أيام شهر شعبان، وفي ليلة النصف منه، يقول"ع" في هذا الدعاء: (اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد، واعمر قلبي بطاعتك، ولا تُخزني بمعصيتك، وارزقني مواساة من قتّرت عليه من رزقك بما وسّعت عليّ من فضلك، ونشرت عليّ من عدلك، وأحييتني تحت ظلك، وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان، الذي حففته منك بالرحمة والرضوان، الذي كان رسول الله يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيام، بخوعاً لك في إكرامه وإعظامه، إلى محلّ حمامه، اللهم فأعنا على الاستنان بسنته فيه، ونيل الشفاعة لديه).

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار