المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الخامسة

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الخامسة
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 بقلم الشيخ عباس الناصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة الخامسة: كونوا مع عليّ وأولاده (عليهم السلام)

 

# قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)1.

 

# تحثُّنا الآية الكريمة على أمرين:

الأول: التقوى. والثاني: أن نكون مع الصادقين - لا من الصادقين؛ لأن التقوى تستبطن أن يكون الإنسان صادقا بلا شك - وهذا واضح.

 

# والسؤال المهم هو: ما معنى أن نكون مع الصادقين؟

والجواب هو أن نكون مع من تطابق ظاهرُه مع باطنه، واقوالُه مع أفعاله، وليس هو إلا من تطابق كلُّ وجوده مع الحق.

 

# ويؤكد هذا المعنى ما ورد عن الفريقين من روايات كثيرة تنص على أن المراد بالصادقين في الآية عليٌّ وأولاده المعصومون (عليهم السلام).

فعن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: { ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ } ، قال: (إيّانا عنى) 2.

 

وعن ابن عمر قال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال: أمر الله الصحابة أن يخافوا الله ثم قال: (وكونوا مع الصادقين) يعني مع محمد وأهل بيته 3.

 

# ثم إن الدرس العملي الذي نستفيده من كل ما تقدم، يتمثل في ضرورة أن نكون مع الصادقين في صدقهم، أي نكون:

# صادقين في نياتنا مع الله في طلبنا لرضاه، فلا نخادع أنفسنا، بل نتصارح معها ونتصالح، على الإلتزام بصدق النية مع الله تعالى.

# صادقين في إخلاصنا له تعالى في العمل، فلا نشرك معه أحدا، مهما عظم شأنه. 

# صادقين في مواقفنا مع الآخرين، فلا نتظاهر ونصرح بشيء ونخفي في السرّ غيره.

# صادقين في عملنا، فلا نغش ولا نخدع الناس؛ لايِّ سبب كان.

# صادقين في كلامنا فلا نكذب، ملتزمين بما ورد في الدعاء: ولساناً يُرفع إليك صدقه.

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الخامسة من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

 

..................................

1- التوبة 119

2- الكافي ج1: ص208: ح1 ورواه في بصائر الدرجات بعين السند والمتن ص51: ح2: ب14

3- مناقب آل أبي طالب: ج2: 288

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار