المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

???? وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..

مع أسئلة للمنتظرين ????

بقلم الشيخ علي سلمان العقيلي

???? 4 : بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا 

 

???? بنَفْسِي أَنْتَ، فداك نفسي يا مولاي .. مِنْ مُغَيَّبٍ غبت عنا بجسدك، 

 

???? لكنك لا تزال حاضرا بيننا في آثارك، فما تركتنا رغم تركنا لك، 

 

???? وكيف تتركنا وأنت القائل في رسالتك للشيخ المفيد رضوان الله عليه: ( فإنا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم ) .. إلى أن قلت: ( إنا غير مهملين لمراعاتكم ..) .. 

 

???? ولكن كيف لنا أن ننتفع بك رغم غيبتك عنا .. هنا يجيب الإمام الصادق عليه السلام بقوله: (كما ينتفعون بالشَّمس إذا سَتَرَها السَّحاب) .. 

وهذا الانتفاع بلحاظ جميع البشر بل جميع الوجود الممكن، 

 

???? أما بالنسبة لأوليائه عليه السلام، فحضوره المعنوي يكون قائما في نفوسهم، يمنحهم الطمأنينة والقوة والثبات في مواجهة آفات الزمان وبلاءات الدنيا. 

 

???? فصلوات الله عليك ونفسي لك الفداء يا أيها الغائي الذي لَمْ يَخْلُ مِنّا.

 

???? بنَفْسِي أَنْتَ، فداك نفسي .. مِنْ نازِحٍ مبعد قَصيٍ .. 

 

???? فأَنْتَ يا مولاي وإن كنت ثاوٍ بمكانك "النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراك الله تعالى من الصلاح ولشيعتك المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين" .. 

 

???? ولكنك يا مولاي رغم هذا البعد والنزوح ببدنك .. إلا أنك ما نَزَحتَ ولا بعُدتَ عَنّا .. 

 

???? كيف تبتعد عنا وأنت القائل: ( إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء .. ) .. 

 

???? فأنت يا مولاي لم تبتعد عنا .. وكذلك المؤمنون بك لم يبتعدوا عنك، فإنك وإن غيبت بجسدك عنهم، ولكنك حاضر في قلوبهم .. 

 

???? فعشاق الإمام عليه السلام حبهم له ليس مجرد علاقةٍ عاطفيّةٍ عابرة، 

 

???? بل هو بلسمُ الرّوح، ونُور الحياة، وعونُ الجوارح، ورضوان الآخرة .. 

 

???? وهذا ما يدفعهم إلى العمل الدؤوب لنيل رضاه والتشرف بلقاءه، إثباتا لعشقهم وتصديقا لإيمانهم ..

 

✨✨✨✨

 

???????? وهنا يأتي السؤال: أيها المنتظر ...

 

???? هل تؤمن فعلا بأن الإمام عليه السلام لم يخل منا، فهو محيط بأنبائنا ومطلع على أخبارنا وعارف بأحوالنا ؟

 

???? وما هي درجة قربك من ولي الله الذي هو بابه، والذي لا يؤتى إلا من قبله ؟

 

???? وما هي درجة حضوره في قلبك، وجريان ذكره على لسانك ؟

 

???? هل تتلائم دعوى العشق، والحضور القلبي، مع ما تقتضيه من عمل في سبيله ؟

 

???????? احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول من الآن وصاعدا أن يتجسد إيمانك بكون الإمام عليه السلام محيط بنا علما، وذلك بمراعاة وجوده المبارك بيننا، من خلال فعل كل ما يدخل السرور على قلبه وتجنب كل ما يسوءه ... وحاول أن ترفع من درجة الحب وتقرب من مسافة الطريق لتحقيق حالة القرب .. وأن تعمر قلبك بحبه ولسانك بذكره .. حتى تتفق دعوى العشق مع ما تنطوي عليه الجوانح وتعمل به الجوارح ... وفقنا الله تعالى وإياكم لبلوغ أعلى درجات القرب من مولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعلى آباءه الطاهرين

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار