بقلم الشيخ عباس الناصري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل * الإضاءة الثامنة:

الوعي الإجتماعي ضرورة إيمانية # قال تعالى: {وَاللَّهُأَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(1). # الوعي في اللغة: حفظ القلبُ الشيء. اما في مجال الوعي الاجتماعي، فيمكننا تعريف الوعي بأنه: الفهم الصحيح للأشياء. وقد حثت الآيات والروايات عليه، منها: ما ورد عنه (عليه السلام): (بعضكم أكثر صلاة من بعض، وبعضكم أكثر حجا من بعض، وبعضكم أكثر صدقة من بعض، وبعضكم أكثر صياما من بعض، وأفضلكم أفضل معرفة).(2) ولقد أثنى الإمام الصادق على عمّه العباس قائلا: (كان عمّنا العباس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة صلب الإيمان)(3). # كما نهت الروايات عن العمل من غير بصيرة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق لا يزيده سرعة السير إلاّ بعدا)(4). # ونحن نعتقد أن وعي الذات مقدمة لوعي المجتمع، ونقصد بوعي الذات: إدراك كل شخص لدقائق صفاته، لتصرفاته، لردود أفعاله، لنقاط القوة ونقاط الضعف في شخصيته. # قد يحتج البعض أو يتذرع بعدم قدرته على تشخيص مقدار الوعي الذاتي الذي يحمله، إلا أن القرآن الكريم قطع على مثله الكريق بقوله تعالى: (( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)) (5). #لقد بات اليوم موضوع اليقظة الذهنية، أو وعي الذات، الأكثر رواجا في علم الإدارة. بل ومن وجهة نظرنا، نعتقد أن تركيز الحديث عن أهمية الوعي وضرورته، يؤدي إلى التقليل من بعض الظواهر المعقدة في المجتمع، كالإنتحار، والغيرة، والمنافسة الشرسة في القطاعات المختلفة، وبعض المشاكل النفسية، كالنظرة الدونية للذات، وقلة الثقة بالنفس، وغيرها كثير. # و أنت إذا أردت أن تطوِّر الوعي في مجتمعك، فعليك أولا أن تطوِّر ذاتك، من خلال: # عليك أن تتأمل في القرآن الكريم وباستمرار، وتستفيد من معارفه، والتجارب المذكورة فيه. # عليك بالمطالعة المستمرة، لكتب التوعية الفكرية، المركزة على الوعي المجتمعي. # عليم بمراقبة سلوكياتك، وردود أفعالك، بتأمل ودقة. # عليك بطلب التغذية الراجعة، من الأشخاص الموضوعيين وأهل الموعظة، حول شخصيتك وما ينفعها. # عليك بتسجيل الملاحظات المهمة المرتبطة بذاتك في دفتر، وراجعها بين فترة وأخرى، وأبحث فيها عن الزيادات والنقائص. والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. عباس الناصري الليلة الثامنة من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج .................................. 1- النحل: 78. 2- فضائل الشيعة93: 28. 3- أعيان الشيعة:ج7:ص430. 4- المحاسن للبرقي: ص198. 5- القيامة: 14، 15