المقالات والبحوث

أقبل اليكم بالمغفرة ( شهر الغفران)

أقبل اليكم بالمغفرة ( شهر الغفران)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 بقلم الشيخ عبد الحكيم الخزاعي 

يريد النبي صلى الله عليه وآله أن يربطنا بالصفات الإلهية والأسماء الحسنى الجمالية ، لعلها تلامس الأرواح المتعبة التي اتعبتها الحياة وانغمست في الدنيا ومشاغلها لذلك يمارس النبي صلى الله عليه وآله عملية تهيئة لهذه النفوس ، وما أجمل نداء البركة وما أحلى الرحمة وما أعظم المغفرة 

يقول الحق تعالى :قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . 

تعالوا يا أهل الإسراف وليس المتقين تعالوا أيها المتعبين الي انا الله الغفور الرحيم ، لا تنظروا إلى صفاتكم بل إلى صفاتي فلا ذنوب تبقى بل جميعها في ساحة الغفران فهل هناك من عذر ؟ لذلك اليأس من رحمتي من كبائر الذنوب. 

لذلك يقول الإمام الكاظم عليه السلام لمن قتل العلويين ولم يصم (إن يأسك من رحمة الله أشد من ذنبك ) ثم دعاه إلى مائدة الغفران الإلهي دعاه إلى ساحة التطهر ، ولما لا فيبقى البشر خطائين ويبقى الانسان جهولا وظلوما ، وخالقه يعرفه (إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) 

لذلك لو لم يجد هناك من يذنب لخلق الله من يذنب حتى يغفر لهم ، ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

ولو تصفحنا القرآن الكريم عن آيات المغفرة لرأينا العجب العجاب .

ويبقى سؤال وجيه اذا كان الله غفورا رحيما دائما فلماذا يقول النبي صلى الله عليه وآله انه أقبل بالمغفرة ؟

والجواب واضح فإن المغفرة هنا مضاعفة ، لذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله :أيها الناس إن هذا الشهر قد حضركم وهو سيد الشهور فيه ليلة خير من ألف شهر, تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه فلم يغفر له، فأبعده الله. ومن أدرك والديه، فلم يغفر له، فأبعده الله. ومن ذكرت عنده، فلم يصل علي، فلم يغفر له، فأبعده الله»

ومما لاشك فيه ان المغفرة العظيمة تحتاج منا صبرا في هذا الشهر وتحقيقا للشروط المطلوبة ، التي من أهمها (من صام صامت جوارحه) وأن يصل إلى الإنسان إلى الصوم الحقيقي حتى ينال المغفرة الإلهية. 

إننا مدعوون أيضا إلى تفعيل هذه الصفة في حياتنا وان نتخلق بها فكما ان الله رحيم ينبغي أن نكون كذلك ، وكما ان الله ذو مغفرة كذلك ينبغي أن نكون ، لذلك ربط القرآن الكريم بين المغفرة الانسانية والمغفرة الإلهية(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ 

ونقول أن هذه الصفات (البركة والرحمة والمغفرة) بعد تكتسحنا في هذا الشهر الكريم ، ينبغي أن تسود بيننا ونكون مباركين رحيمين غفورين حينها تتحقق الحكمة الاسياسية لهذه الفرائض الإلهية.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار