المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل حلقة الحادية العشر

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل حلقة الحادية العشر
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة الحادية عشر: الإسلام يقود الحياة 

 

# قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))(1).

 

# يحاول البعض أن يُقلِّص من مساحة الدين، في حياة الفرد المسلم، فيحصره في جانب الحلال والحرام فقط، لِيمهد هؤلاء بذلك، إلى إشهار مفهوم العلمانية. ذلك المفهوم الذي يُسوَّق بعبارات وشعارات برّاقة ومنمّقة، مع أنه في حقيقته يجمع الغث بالسمين؛ لأنه لا يتقيد بدين ولا خُلق ولا قِيَم.

 

# في حين يؤكد الإسلام وعلماؤه، على أن الإسلام منهجٌ شامل، شُرِّع ليُلبي ويُشبع كلَّ حاجات الإنسان المادية والمعنوية.

 

# قال الشهيد الصدر (قده): إن الدولة ظاهرة اجتماعية أصيلة في حياة الانسان، وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء ورسالات السماء، واتخذت صنعتها السوية، ومارست دورها السليم، في قيادة المجتمع الإنساني وتوجيهه، من خلال ماحققه الانبياء في هذا المجال، من تنظيم اجتماعي قائم على أساس الحق والعدل، يستهدف الحفاظ على وحدة البشرية وتطوير نموّها في مسارها الصحيح...الخ(2).

 

# ثم إنه قد ورد عن إمامنا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في بيان المقصود، من دعوة الله والرسول في الآية أعلاه قوله: (ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإن اتباعكم أيّاه وولايته أجمعُ لأمركم وأبقى للعدل فيكم...الخ). (3).

وليس هذا ببعيد، عن منطق فهمنا للدين؛ لأننا نعتقد أن إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من أهم أركان الإيمان، ولو التزم المسلمون بها، لرأوا رأي العين، كيفية إعمار الدين للحياة، تحت لواء علي بن أبي طالب (عليه السلام).

 

# أيها الأحبة، إن الآية الكريمة التي بدانا بها الكلام، تدلُّ وبوضوح على أن دعوة الله والرسول للمؤمنين، إنما هي دعوة دينية للعيش والحياة، ببعديها المعنوي والمادي على حدٍّ سواء.

 

# وبدورنا نعتقد أن الإسلام بما يحتويه، من تقنينات فردية ومجتمعية، ضرب واحدة من أروع الصور الخالدة، لإعمار الدين للحياة، فحقق بذلك معجزة من معاجزه الخالدة.

 

# ولهذا فإن على المسلمين عموما، الإلتفات إلى أن حياتهم الهنيئة والطيبة التي يقصدونها، موجودة بين أيديهم، وما عليهم إلا أن يتعرّفوا عليها بتدبر، ويستجيبوا لما جاء فيها من برنامج مُقنّن، ليقود الإسلامُ حياتهم نحو أفضل الخيارات.

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الحادية عشر من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- الأنفال: 24.

2- الإسلام يقود الحياة: ص3.

3- تفسير نور الثقلين ج2: ص141.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار