المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثانية عشر

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثانية عشر
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 بقلم الشيخ عباس الناصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة الثانية عشر: المؤاخاة بين النبوة والإمامة 

 

# قال تعالى: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))(1).

 

# عقد النبيُّ (صلی الله عليه و آله) في الثاني عشر، من شهر رمضان المبارك عقْدَ الإخوة، بينه وبين أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد أن آخا بين المهاجرين والأنصار.

 

# جاء في سيرة ابن هشام: ( آخىٰ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين المهاجرين والأنصار فقال: ( تآخوا في الله أخوين أخوين ) ثُمَّ أخذ بيد عليِّ بن أبي طالب فقال: ( هذا أخي ) فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيِّد المرسلين وإمام المتَّقين ورسول ربِّ العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعليُّ ابن أبي طالب رضي الله عنه أخوين (2).

 

# بل وكان يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي أكثر من مرة لعليٍّ عليه السلام : ( أنت أخي في الدنيا والآخرة). ورواه أحمد في مسنده بنصِّ : ( أنت أخي وأنا أخوك)(3).

 

# أيها الأحبة، قد لايفهم بعضُ المسلمين السرَّ الحقيقي، وراء هذه الحقيقة وهذا التأكيد، من قبل النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إلا أننا نحن الشيعة الإمامية نفهم ذلك السرّ؛ الذي بيّنه هو بأبي وأمي عندما قال: ( وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ: وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وليدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ، وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ، وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ، وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ، وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْل، وَلاَ خَطْلَةً فِي فِعْل)(4).

 

 # إنها الأخوة والتآخي بين أصلين رئيسين من أصول الإيمان، وهما النبوة والإمامة، وليست هي أخوة بين شخصين متحابين في الله تعالى فقط.

 

# إنها أخوة الإيمان والعقيدة، بين قطبي العصمة الطاهرَين، بين مصدر الطُّهرين محمدٍ وعليّ (صلوات الله عليهما وآلهما).

 

# إنها درس إلهيٌّ عمليٌّ، بيّن فيه المولى تعالى، مفهوم الأخوة المبنية على أساس متين، لا على أساس المنفعة او المصلحة الدنيوية. تلك الأخوة التي ستستمر ويستمر ذكرها وذكراها حتى الأبد؛ نتيجة طهرها ونزاهتها.

 

# وبدورنا نوجّه رسالتنا للمؤمنين والمؤمنات، بأن يُتقنوا ممارسة الأخوة فيما بينهم، على أساس الدين والعقيدة، والأخلاق والقيم فقط وفقط، وأن يلتزموا بينهم بلوازم الأخوة، من المحبة والتراحم، والنصيحة وحسن الذكر، وغيرها من لوازم الأخوة. 

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الثانية عشر من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

 

..................................

1- الحجرات: 10.

2- سيرة ابن هشام ج2: 109.

3- مسند أحمد ج1: 230.

4- نهج البلاغة ص300.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار