المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين (5)

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين (5)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..

مع أسئلة للمنتظرين (5)

 

5: بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجارى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهَى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى!

 

  فدائك نفسي يا مولاي، يا أمنية المشتاقين ويا مطلب العاشقين،

 

  فكل ما يتمناه ويترقبه العاشق المشتاق هو الوصال ولقاء من اشتاق إليه، 

 

  وأنت يا مولاي أمنيتي التي ألهبت الشوق في قلبي، فقضت بذالك مضجعي، ونفت رقادي .. 

 

  فإلى متى تبقى بعيدا عن مواليك من المؤمنين والمؤمنات بك، 

 

  والذين كلما ذكروك أخذهم الشق والحنين إليك، فترجموا ذلك الحنين إلى زفرة وأنين على فراقك ... 

 

  فمتى نرتوي من عذب مائك فقد طال الصدى .. 

 

  فداك نفسي، يا من عقد عليه العز، فهو لا يفارقه، عزا لا يساميه ولا يعاليه ولا يطاوله فيه أحد، 

 

  فيا أيها العزيز متى تعز دين الله بظهورك .. 

 

  (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ) بغيبتك عنا .. وجئناك ببضاعة الدعاء والتوسل، فليس لنا سواها بضاعة، 

 

  وهي بلحاظنا (بِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ)، لأن الذنوب والخطايا أخلقت وجوهنا عند الله فلم ترفع لنا إليه صوتا، 

 

  فإنا نسأله بك، ونسألك أنْ (َأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) ..

 

  فداك نفسي يا صاحب المجد الأثيل الأصيل القديم، أيها المتأصل في الشرف الذي لا يجاريه فيه أحد، 

 

  فكيف تجارى في مجدك، وأنت خيار من خيار من خيار، من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ..

 

  فداك نفسي، يا من ولايته أفضل نعمة أنعم الله تعالى بها علينا وعلى سائر المومنين في تالد العصور وقديمها، 

 

  فقد روينا عن جدك الصادق عليه السلام قوله: النعيم الذي أنعم الله به عليكم ولايتنا ... 

 

  وقال في حديث آخر: نحن النعيم الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة، وبصّرهم بنا من العمى وعلمهم بنا من الجهل ..

 

  فلعمري أنها نعمة لا تضاهى ولا تشابه، فأي نعمة أفضل وأعلى وأسمى من هذه، 

 

  ذقنا حلاوتها في الدنيا، وإن شاء الله تعالى ننتظر أثرها في الآخرة 

 

  فداك نفسي، يا من لا يساويه ولا يقارنه أحد مكانة وشرفا،

 

 

 أيها المنتظر: كررت كثيرا كلمة (بنفسي) .. فأنت تفدي الإمام بنفسك .. ثم وصفته بكثير من الصفات .. وهنا يأتي السؤال:

 

  ما هي درجة اشتياقك لإمام زمانك ؟

 

  ما هي درجة اعتقادك باشتمال إمامك على تلك الصفات التي وصفته بها ؟

 

  هل تعتقد فعلا بأن ولاية أهل البيت عليهم السلام هي أعظم نعمة أنعم الله تعالى بها عليك، وبالتالي لو دار الأمر بينها وبين بقية النعم الأخرى تقدمها على كل ما سواها من أمان وصحة ومال وأولاد وغير ذلك ؟

 

  وبالتالي هل أنت مستعد أن تفديه بنفسك وبكل ما لك يد عليه، حتى تكون صادقا بقولك (بنفسي أنت) ؟

 

 

  احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول من الآن وصاعدا أن تركز هدفك في هذه الدنيا نحو السبيل الأعظم والسراط الأقوم وتجعل كل ما سوى ذلك وسائل للوصول إلى تلك الغاية الشريفة، هاجر من الآن إلى الله تعالى تنل بذلك أجر المهاجرين ولو أدركك الموت في الطريق.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار