المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الخامسة عشر

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الخامسة عشر
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة الخامسة عشر: ولادةُ الإمام الحسن ولادةُ النور والسرور

 

# قال تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) (1).

 

# كعادة أيِّ أبوين، كان عليٌّ وفاطمة (عليهما السلام) ينتظران ولادة ابنهما البكر، لِيُكحِّلا عينيهما برؤية مولودهما الجديد. ذلك المولود الذي يعرفان مكانته عند الله تعالى، وأنه سيكون يوما ما خليفته في أرضه.

 

# نعم كانوا جميعا يعرفون حقيقة المولود الجديد، وأنه يختلف عن باقي المواليد، كما أنه سيمثّل نورَ العصمة المحمدية، الذي أبى الله تعالى، إلا أن يكون من نسل عليٍّ وفاطمة (عليهما السلام).

 

# ذلك المولود الذي حين جاء الى الدنيا، جاء وهو يحمل معه السرور الكبير، الذي سيدخل على قلب جدّه المصطفى، وأبيه عليّ، وأمه فاطمة (صلوات الله عليهم اجمعين).

 

# وفعلا برز كلُّ ذلك السرور والاهتمام، عند ولادة ذلك النور الكريم. ولقد روى الفريقان أنه لمّا ولدته فاطمة، قالت لعلي(عليهما السلام): سمّه، فقال(عليه السلام): ما كنت لأسبق باسمه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلمّا جاء النبي(صلى الله عليه وآله) قال لعلي(عليه السلام): هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه؟ فقال(صلى الله عليه وآله): ما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجلّ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط وأقرئه السلام وهنّئه، وقل له: إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرائيل(عليه السلام) فهنّأه من الله عزّ وجلّ، ثمّ قال: إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون. قال: وما كان اسمه؟ قال: شُبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن، فسمّاه الحسن) (2).

 

# وعن ذلك السرور، روى ابن كثير باسناده عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (مَن سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلْينظر إلى الحسن) (3).

 

# أيّها الأحبة، ونحن إذ نحتفل الليلة، بذكرى ولادة إمامنا الحسن بن علي (عليهما السلام)، يجب أن نستذكر مع ولادته، سروراً وبهجةً كبيرين دخلا على البيت النبويّ، بسبب قدوم نورٍ من أنوار الإمامة والعصمة، والذي سيكون كما أخبر النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مركزا لعشق الملايين من المسلمين فيما بعد، عندما حثّ المسلمين على حبِّه، بل ودعا لهم.

 

# روى الهيثمي عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للحسن بن علي: ( اللهم إنّي أحبّه فأحبه وأحبّ من يحبّه) (4).

 

# وأخيرا أقول: لقد ولِدَ في مثل هذه الليلة، سبطُ محمدٍ، وشبلُ عليٍّ، وقمرُ الزهراء، لِتُحفظَ فيه روحُ النبوّة، ولِيَمتد بولادته غٍصنُ الإمامة الهادية، ولِيَفرح المؤمنون بولادته وشفاعته (عليه السلام)...إنها ولادةُ النور والسرور.

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الخامسة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- الأحزاب: 33.

2- الأمالي للصدوق: 198.

3- البداية والنهاية ج 8: ص 35.

4- مجمع الزوائد ج 9: ص 176.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار