بقلم الشيخ عباس الناصري 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة السادسة عشر: آثار الدعاء للإمام المهديّ عج

# قال تعالى: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)) (1).

# من المستحبات المؤكدة، أن يدعو المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب، قال الباقر (عليه السلام): أسرع الدعاء نجاحاً للإجابة، دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب يبدأ بالدعاء لأخيه، فيقول له ملَك موكّل: آمين، ولك مِثلاه) (2).

# ويتأكد فضل الدعاء واستحبابه، للإمام المهدي عج، لعدة أسباب واضحة، وأهمها أنه إمامُ زماننا ووليُّ نعمتنا، الذي ننتظر فرجه صباحا ومساء؛ ليملأ الأرض قسطا وعدلا.

# وبودي هنا أن أذكر بعض الآثار -وليس كلّها- المترتبة على الدعاء له عج؛ لعلّ في ذلك تحفيزا للأحبة، ليكونوا على وِصالٍ مستمرٍ معه (عليه السلام).

# الأثر الأول- أن الاستمرار بالدعاء له عج، يؤكد معرفة المؤمن بإمامه، ويزيد من العلاقة القلبية، والتواصل الروحي معه، بما يضمن أداء حقوقه، وعدم الانحراف عن توجيهاته (عليه السلام). وعلى هذا الأساس نفهم سبب التأكيد على الدعاء المأثور: ( اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني) (3).

# الأثر الثاني- إبرازُ إهتمام الفرد المؤمن الداعي له (عج)، بحفظه وسلامته ورعايته، من قِبل الله تعالى، ودفع كيد الأعداء من أن يصلوا إليه، أو ينالوا من شخصه الكريم بسوء لا سمح الله.

# الأثر الثالث- إظهارُ المودة القلبية، التي أوجبها الله تعالى علينا تجاهه (عليه السلام)، قال تعالى: ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)) (4).

# الأثر الرابع- انتفاعُ الداعي بالدعاء (عليه السلام)، وخصوصا النجاة من الفتن والهلكات، فقد ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال لأحمد بن إسحق الأشعري: ( والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه) (5).

# الأثر الخامس- استحقاقُ دعاء الإمام للداعي، بتأييد الله له، وعدّه من المجاهدين في سبيل الله، والمنصورين على أعدائه دائما، حيث ورد عنه عح: ( واجعل من يتبعني لنصرة دينك، مؤيَّدين، وفي سبيلك مجاهدين، وعلى من أرادني وأرادهم بسوءٍ منصورين) (6).

نسأله تعالى أن يكتبنا من الداعين له (عليه السلام) بالفرج والعافية والنصر دائما وابدا.

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

عباس الناصري

الليلة السادسة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- ابراهيم: 41.

2- دعوات الراوندي: ص387.

3- كمال الدين وتمام النعمة ص485

4- الشورى: 23.

5- كمال الدين وتمام النعمة: ص384.

6- مهج الدعوات ومنهج العبادات:ص302.