المقالات والبحوث

فوائد ونفحات عن ليلة القدر... الحلقة الثانية

فوائد ونفحات عن ليلة القدر... الحلقة الثانية
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم الشيخ ميثم الفريجي

الفائدة الثالثة: اتفقت كلمة العلماء أنّها في شهر رمضان المبارك ، والأقرب انّها في العشر الاواخر منه ،

 

عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } قال : نعم ، ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزّل القرآن إلا في ليلة القدر قال الله عز وجل: { فيها يفرق كل أمر حكيم }.

 

وعن علي (عليه السلام ) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان قال : وكان إذا دخل العشر الأواخر دأب وأَدْأَبَ أهله

 

وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل العشر الأواخر شدَّ المئزر واجتنب النساء وأحيا الليل وتفرغ للعبادة .

 

وقد أخفى الله تعالى شخص تلك الليلة عن عبادة حتى تردّدت في روايات اهل البيت عليهم السلام بين اكثر من ليلة ، والسر في ذلك كي يجتهدوا في ابتغائها ويتفرّغوا للعبادة في مظانّها فتحصل لهم بذلك السعادة والمقام المحمود عنده تعالى كما اخفى اسمه الاعظم في اسمائه الحسنى ، وساعة الاجابة في ساعات الجمعة ، والصلاة الوسطى في الخمس ، وكذلك فيما جرى من حكمته تعالى في خفاء قبر الزهراء عليها السلام عن الناس ، وخفاء شخص الامام الحجة عليه السلام عن العالمين .

 

الفائدة الرابعة: اشارت الروايات الى ان ليلة القدر هي احدى ليالٍ ثلاث 

 

روى في مجمع البيان عن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي علي قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام ) عن ليلة القدر ، قال : (( اطلبها في تسع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين )) .

 

وفي الكافي بإسناده عن زرارة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : (( التقدير في تسع عشرة ، والإِبرام في ليلة إحدى وعشرين ، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين ))

 

بينما في بعض الأخبار الترديد بين ليلتين الإِحدى والعشرين والثلاث والعشرين كرواية العياشي بإسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام ) عن ليلة القدر قال : (( في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين فقلت أفرد لي أحداهما فقال وما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما )) 

 

وعن شهاب بن عبد ربه قال قلت لأبي عبد الله (ع) أخبرني بليلة القدر فقال : (( ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ))

 

ويستفاد من روايات اخرى أنها ليلة ثلاث وعشرين وإنما لم تعيّن تعظيماً لأمرها أن لا يستهان بها بارتكاب المعاصي

 

رَوى مُحَمَّدُ بْن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر ( عليه السَّلام ) يَقُولُ :(( إِنَّ الْجُهَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِبِلًا وَ غَنَماً وَ غِلْمَةً وَ عَمَلَةً ، فَأُحِبُّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَسَارَّهُ فِي أُذُنِهِ ، فَكَانَ الْجُهَنِيُّ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ دَخَلَ بِإِبِلِهِ وَ غَنَمِهِ وَ أَهْلِهِ إِلَى مَكَانِهِ))

 .

 وَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عليهما السلام ) قَالَ : (( سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّيَالِي الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الْغُسْلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .

فَقَالَ : " لَيْلَةُ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ ، وَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ .

وَ قَالَ : لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ هِيَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِّ " .

" وَ حَدِيثُهُ : أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ عَنِ الْمَدِينَةِ فَمُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَدْخُلُ فِيهَا ؟

فَأَمَرَهُ بِلَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ )) .

 

اقول : يبدو أن المسلمين آنذاك لمَّا تعودوا رؤية الجهني في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان فقط خلال السنة لإنشغال هذا الرجل بإبله و غنمه و عدم تمكّنه من الحضور في غيرها من الأيام و الليالي لذلك أسموا هذه الليلة بإسمه

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار