المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة السادسة والعشرون

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة السادسة والعشرون
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة السادسة والعشرون: أسماء الله الحسنى 

 

# قال تعالى: (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(1).

 

# تحثّنا الآيات القرآنية، وأحاديث النبي، وروايات الأئمة (صلوات الله عليه وعليهم) على معرفة الله تعالى؛ لِما للمعرفة من مؤثرية في زيادة الإيمان، وشدّة في التعلق بالله تعالى. ورد في نهج البلاغة عن الإمام عليٍّ (عليه السلام): السلام: (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به).

 

# ولِما قُرِّر وثبت في محلّه، من استحالة معرفة الله بكنهه وحقيقته تعالى (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))(2). فإن أفضل الطرق للتعرف عليه تعالى، إنما يكون من خلال معرفة اسمائه، وصفاته تعالى وتقدس. قال الإمام الرضا(عليه السلام): (.. اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها؛ لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف…)(3).

 

أما طرق الاستفادة، من معرفة الأسماء الحسنى لله تعالى، فكثيرة ولعلّ أهمها:

 

أولا- التواصل القلبي، المستمر مع الله تعالى، من خلال اسمائه وصفاته. ورد عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): (… وأسألك يا الله بحقّ هذه الأسماء الجليلة الرفيعة عندك العالية المنيعة التي اخترتها لنفسك واختصصتها لذكرك… وجعلتها دليلةً عليك وسبباً إليك)(4).

 

ثانيا- التوسّل بها إلى الله تعالى. قال الإمام محمد الجواد(عليه السلام): (… ثمّ خلقها (أي: خلق الله الأسماء لتكون) وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ويعبدونه…)(5).

 

ثالثا- التخلُّق بأسمائه وصفاته تعالى، حيث ورد عن المعصوم (عليه السلام): ( تخلَّقوا بأخلاق الله)(6)، أي التزموا أخلاقه تعالى في حياتكم. 

 

# أيُّها الأحبة، إن لذة التواصل مع الله تعالى، لايمكن أن تُوصف او تُشرح، ولكن علينا أن نعلم، بأن من أراد التواصل القلبيّ مع الله، والتوسل الحقيقيّ بالله، والتخلّق بأخلاق الله تعالى، بأسمائه وصفاته، عليه أن يكون صاحب همّةٍ كبيرةٍ وعاليةٍ، ويجد ويجتهد في سبيل ذلك، فمثلا من أراد التخلق بأخلاقه تعالى، ليكون ستّاراً للعيوب، وحليماً، وعليماً، ورحيماً، ولطيفاً، وشكوراً، ومحسناً، وغير ذلك من الصفات الحسنى، عليه أن يُمارس هذه الصفات والأخلاق، في سلوكه النفسيّ، والفكريّ، والعمليّ وباستمرار، حتى يحصل على هذه الملكات الربّانية الفاصلة.

 

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة السادسة والعشرون من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- الأعراف: 180

2- الشورى: 11.

3- الكافي: كتاب التوحيد، باب حدوث الأسماء، ح 2: ص 113.

4- بحار الأنوار ج94: ب38 ح17.

5- الكافي: باب معاني الأسماء واشتقاقها ح7 ص 116.

6- بحار الأنوار ج 58: ص 129.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار