المقالات والبحوث

جوائز الله تعالى في شوّال

جوائز الله تعالى في شوّال
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 بقلم الشيخ ميثم الفريجي

       

قال النبي(صلى الله عليه واله ) لجابر: ( إذا كان أوّل يومٍ من شوّال نادى منادٍ : أيّها المؤمنون أغدوا إلى جوائزكم ، ثمّ قال (صلى الله عليه واله) : يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ، ثم قال : هو يوم الجوائز )

اقول : عبّر النبي صلى الله عليه واله بصيغة الجمع وقال : جوائز ، ولم يقل : جائزة ، وهذا السياق وان كان يتماشى مع الخطاب المجموعي : ( أيّها المؤمنون .... ) ، فيكون لكل مؤمن جائزته فصح التعبير بالجمع 

ولكن يلوح الى الأفق معنى آخر يتلائم مع كرم عطاء الله تعالى ، وينسجم مع ما في شهر رمضان من الألطاف الإلهية فيكون الخطاب استغراقياٌ على نحو الأفراد ؛ مؤمناً ؛ مؤمناً ، فلكل فرد منهم جوائز قد تتشابه او تختلف عن جوائز غيره من المؤمنين وقد تتنوّع

فيظهر بوضوح وجلاء مدى لطف الله تبارك وتعالى بعباده فمن جهة يفتح لهم فرصاً جمة للطاعة والرحمة والبركة والمغفرة ، ومن جهة اخرى يكافئهم بجوائز على تلك النفحات التي سبّلها لهم ، مع ان مقتضى العبودية ان يكون العبد طائعاً عاملاً ممتثلاً في ساحة مولاه من دون استحقاق شيء عليه او انتظار مكافئة لاداء واجبه تجاهه 

وقبال ذلك كلِّه علينا ان نتأدب في ساحة المولى الجليل ونزداد بالطاعة والامتثال له ونجدّد الشكر والثناء عليه ونبقى نعيش لحظات السمو والاخلاص في طاعته وامتثال اوامره ونواهيه ولا نغفل فيستولي الشيطان علينا من جديد 

  ماهي تلك الجوئز ؟

    هناك أكثر من احتمال كلها صحيحة 

1/ نفس التوفيق بالاستمرار في طاعة الله تعالى هو جائزة ، وتتعدّد بلحاظ الطاعات المتنوعة التي يقدّمها المؤمن بين يدي الله تعالى ، فأعمال ومستحبات يوم العيد واداء زكاة الفطرة وصلاة العيد والتراحم والتزاور والتوادد بين الاهل والجيران والاصحاب كل ذلك طاعات لله تعالى

 

  2/ زيادة الوعي والمعرفة بالله تعالى وأسرار خلقته وحكمة تشريعاته ، ويالها من جائزة تجنح لها نفوس الاولياء والصالحين فأول الدين معرفته وتتعدّد بلحاظ تنوع تلك المعرفة ومصاديقها 

 

3/ العتق من النار فأنه الأثر الابرز لمن صام نهاره وقام ورداً من ليلته وعفّ فرجه وبطنه كما في خبر جابر عن رسول الله (صلى الله عليه واله)

4/ الفوز بالجنة ومرافقة اولياء الله المخلصين وحسن أولئك رفيقا ، والظاهر لا يكفى العتق من النار فحسب وانما لابد ان يختم له بالجنة 

قال تعالى :(( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ ))

 

5/ الكون مع النبي (ص) وآل بيته الطيبين الطاهرين في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر وهنيئاً لمن حاز هذه الجائزة ولا شك انها مرتبة اعلى وأسمى من الجنة  

6/ رضوان من الله اكبر وهو غاية المنى وما الجنة ونعيمها الا اثر لرضوانه تعالى

قال تعالى :(( وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ))

 

والتنافس في نيل هذه الجوائز يكون بحسب صدق نية الفرد وإخلاصه لله تعالى وحسن عمله في ايام الشهر الفضيل ، فقد ينال واحدة وقد يُثنّي له ويُثلّث وقد يجمع كل هذه الجوائز فيكون ممَّن اجْتَبَاه الله واصطفاه منن بين عباده لقربه ونيل رضاه 

والله المستعان وعليه التكلان

والاهم ايها الاحبة: 

ان نحافظ على هذه الجوائز ولا نفرّط فيها بأدامة العبودية لله تعالى، وعدم الغفلة عن المطلوب منا في هذه الدنيا التي هي مزرعة الآخرة 

وان أردنا ان نتكامل اكثر فأكثر فليكن اكبر همّنا ومنانا صاحب الجوائز نفسه فنعيش معه في معية كما قال علي (عليه السلام) : (ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله وبعده ومعه وفيه)

  الشيخ ميثم الفريجي 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار