المقالات والبحوث

الشيخ حسن الصفار : أن من يقرأ سيرة أهل البيت بموضوعية وإنصاف يكتشف تميزهم وتفوقهم على من سواهم، مشيراً أن هناك معلمين بارزين في سيرتهم :

الشيخ حسن الصفار : أن من يقرأ سيرة أهل البيت بموضوعية وإنصاف يكتشف تميزهم وتفوقهم على من سواهم، مشيراً أن هناك معلمين بارزين في سيرتهم :
المصدر: واحة -وكالةانباء الحوزة العلمية

 

 

أولاً- الممارسة الطاهرة النقية في هذه الحياة، فسلوكهم واضح ونقي، ولا يستطيع أحد أن يجد فيه ثغرة أو نقطة ضعف، رغم اختلاف الظروف التي عاشوا فيها بين شدّةٍ ورخاء، إلا أن ذلك لم يؤثر على نقاء سيرتهم العطرة. والتاريخ شاهدٌ على ذلك إذ لم يستطع أحدٌ أن يُسجّل ولا ثغرة واحدةٍ على أيٍّ من أئمة أهل البيت .

 

ثانياً- العطاء الذي قدّمه أهل البيت للأمة ليس له نظير، فمن يقرأ كلامهم وأحاديثهم يُدرك بجلاء عمق المعرفة الإيمانية التي يتحلون بها، ويُدرك أن هذه الكفاءة وهذه السيرة الربّانية لا تتأتى إلا بعناية خاصة من قبل الله تعالى.

 

وبمناسبة استشهاد تاسع الأئمة الإمام محمد بن علي الجواد أشار الشيخ الصفار إلى بعض الجوانب المشرقة من سيرته ملفتاً الانتباه إلى أن هذا الإمام العظيم رغم صغر سنه، ورغم وجوده بين مناوئيه، إلا أنه استطاع أن يفرض مكانته وفضله بين أبناء الأمة، فاعترف له بالفضل العلماء الذين يعيشون حالة المنافسة مع أهل البيت ، فضلاً عن أؤلائك الذين يعترفون لهم بالفضل، ويعتقدون بإمامتهم. فهذا عم أبي الإمام الجواد، وهو علي بن الإمام جعفر الصادق على كبر سنه ومكانته العلمية بين الناس، إلا أن الرواية تقول: دخل أبو جعفر الجواد مسجد رسول الله فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبل يديه وعظمه، فقال له أبو جعفر: يا عم اجلس رحمك الله. فقال يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عمّ أبه! وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: استكوا إذا كان الله عز وجل –وقبض على لحيته- لم يؤهل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه، أؤنكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون! بل أنا له عبد!

 

وفي سياق الحديث عن مآثر الإمام الجواد استعرض الشيخ الصفار روايتين متطرقاً إلى بعض ما تتضمنانه من قيمٍ سامية.

 

- يقول الإمام الجواد : ((من سلامة الإنسان قلة حفظه لعيوب غيره، وعنايته بإصلاح عيوب نفسه)).

 

أشار الشيخ الصفار في معرض الحديث حول هذه الرواية إلى أن الكمال لله تعالى، ولمن عصمهم الله بفضله ورحمته، وإلا فإن الإنسان معرضٌ للخطأ، وما يُميز الناس عن بعضهم البعض، هو أن الإنسان السليم في تفكيره ونفسيته يتوجه لاكتشاف عيوبه وإصلاحها، لا أن يشغل باله بأخطاء وعيوب الآخرين، فذلك سلوكٌ غير سوي، وفوق ذلك فإن ذلك يجعل الإنسان يعيش حالة الغفلة، ويُطبّع في نفسه الأخطاء.

 

- يقول الإمام الجواد : ((ثلاث يبلغن العبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار، ولين الجانب، وكثرة الصدقة)).

 

وفي هذه الرواية يركّز الإمام الجواد على ثلاث خصال يبلغ بها العبد رضا خالقه سبحانه، وهي:

 

- كثرة الاسغفار: والاستغفار ينبغي أن يكون بمعناه الحقيقي، أي: أن يُدرك الإنسان حالة الضعف الخلل وممارسة الخطأ وأن يعزم على تجاوزها وإصلاحها.

 

- لين الجانب: بأن يكون الإنسان ليناً وليس شديداً في تعامله مع المحيطين حوله، وبالتأكيد أسرته وعائلته بالدرجة الأولى.

 

- كثرة الصدقة: وهي عنوان المؤمن، وتُبارك في الرزق، وتدفع البلاء، وتجعل الإنسان محبوباً عند الله تعالى وعند الناس.

 

ودعا الشيخ الصفار لمزيد من الاهتمام بكثرة التصدق، وأن يسعى الإنسان لتعويد زوجته وأبنائه على هذا السلوك العظيم، فإضافة إلى أن له بذلك الأجر والثواب الكبير، فإن التعوّد على الصدقة من أفضل العادات، وبها يتعرض الإنسان للبركات من الله تعالى أعظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم بذكرى رحيل الإمام المظلوم محمد الجواد عليه السلام

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار