المقالات والبحوث

تصميم الفتنة بقلم الاستاذ عماد الهلالي

تصميم الفتنة بقلم الاستاذ عماد الهلالي
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

تصميم الفتنة بقلم الاستاذ عماد الهلالي

الفتنة والابتلاء تدبير إلهي بعد إتمام الحجة، وهي جزء من الحكمة الإلهية التي اقتضت أن تظهر الخيانات ويتجلى الإخلاص، وليتميز الخبيث من الطيب.
وليست الفتنة للمكر بالمؤمنين وإهلاك الناس لأن الله أرحم الراحمين [وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ] (البقرة:143).
وهذا ما يفسر بقاء وجود المفسدين والمضللين في الأرض، فقد يتأسف المؤمن لضلال الناس وكيف يخدعهم أئمة الضلالة ويتمنى أن يجتث الضلال من أصوله فيهتدي الناس جميعاً.
إلا أن هذا الظاهر الدنيوي ووجود المضللين ليس هو سبب الضلال الرئيسي بل هناك دوافع داخلية لدى المنخدعين بهم استوجبت خذلان الله لهم وإيكالهم إلى أنفسهم [فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] (فاطر : 8).
وعلى المؤمن أن يستمر بدعوة الناس إلى الحق بإتمام الحجة عليهم بما يستطيعه لينال أجر الدعوة إلى الحق وليشفع في من يدعوهم فلعل الله يغفر لهم بدعائه وعطفه، ثم الله عليم بعباده.
وأكثر الذين يضلون بالدعوات الخادعة من أصحاب الذنوب، ولو فتشتهم لوجدتهم عاقّين لآبائهم أو آكلين للمال الحرام أو ظالمين للناس أو معادين لأولياء الله أو بخلاء نزع الله من قلوبهم جوهرة السخاء.
[الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ] (العنكبوت: 1-4).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار