ليلة العباس ليلة الوعي والايمان
ورد عن الامام الصادق ع في حق ابي الفضل العباس
( كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع ابي عبدالله وابلى بلاء حسنآ ومضى شهيدآ )
خلق الله الانسان مركبا من أمرين: قبضة من تراب، ونفخة من روح، وكل له احتياجه، وبيان ذلك:
أولا- قبضة التراب: أي منشأها من التراب وحاجتها في البقاء الى التراب ورجوعها للتراب.
وثانيا- نفخة الروح: أي منشأها من الله، وحاجتها الارتباط بالله ورجوعها الى الله.
ثم انه حينما تنفصل الروح عن البدن يكون الحساب على الروح، ولذا فاللازم علينا هو الاهتمام بالروح من اجل تقوية البصيرة؛ ليتسنى لنا تمييز الحق من الباطل، ورد في المناجاة الشعبانية للإمام علي ع ( الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور….)
كما انه لابد للإنسان من جناحين يطير بهما:
الاول- البصيرة والوعي .
الثاني - الايمان بالله .
واذا حصلنا على الاول ( الوعي ) دون الثاني ( الايمان ) فينتج عندنا مجتمع منهجه كمنهج معاوية وعمرو بن العاص وامريكا واسرائيل، لانها مجتمعات تمتلك الشيطنة دون الايمان والرأفة والرحمة.
واذا حصلنا على الثاني ( الايمان ) دون الاول ( الوعي ) فينتج عندنا مجتمع منهجه كمنهج الخوارج وداعش الذي يقتلون الناس باستدلالات لاتستند الى الوعي والعقل.
فلا توجد قوة تسيطر على الانسان وتجعل منه انسانا يعيش السعادة والاعتدال والانسجام - على مستوى النفس والاسرة والمجتمع - الا الدين.
ومن هنا امتاز امامنا العباس بن علي بهذه المميزات، حيث دافع عن دينه وعن امامه عليه السلام.
وما ذلك إلا لأنه عليه السلام كان يمتلك البصيرة والايمان معا، كما أشار إمامنا الصادق عليه السلام.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد يوم يبعث حيآ .
قال الشاعر :
قصدت ابا الفضل الذي لم يزل .
قديمآ حديثآ للحوائج يقصد .
يمد على العين السليمة كفه .
وان قطعت يوم الطفوف له يد .
جاسم البهادلي
٧/ محرم/ ١٤٣٩هج
لبنان- ساحة القسم