المقالات والبحوث
معاني وأهداف ركضة طويريج / بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
![معاني وأهداف ركضة طويريج / بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي](https://alhawzanews.com/upload_list/source/images-1.jpg)
معاني وأهداف ركضة طويريج / بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
في ركضة طويريج بكربلاء ، وفي ظهيرة يوم عاشوراء ، تنطلق جموع الـمؤمنين الثكلى بكل صدق وعفوية ، بدموعها ولوعتها وصرخاتها الـمدوية ، فتزحـف كالأمــواج نـحـو سيدها ومولاها وإمامها ومعشوقها الإمام الـحسين (ع) ، ولسان حالها : ( لبيـك داعي الله ان كـان لم يُجبك بـدني عند استـغاثتك ، ولساني عند استنصارك ، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ... السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود ، وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين(ع).
وكأنهم يُحقـقون ويُجسدون ما ورد في دعاء الندبة :
( وإياهم فليندب النادبون ، ولـمثلهم فلتذرف الدموع ، ويصرخ الصارخـون ، ويضج الضاجـون ، ويعج العاجّـون ) .
وكأن الإمام الصادق (ع) ينظر إليهم ، ويدعو لهم بدعائه الـمشهور: ( اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم ، فلم ينهـهم ذلك عن الشخوص إلينا ، خلافاً منهم على من خالفنا ، فارحم تلك الوجوه التي قد غيّرتها الشمس ، وارحم تلك الـخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله (ع) ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا ، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ، وارحم الصرخـة التي كانت لنا ، اللهم إني أستودعك تلك الأنـفس ، وتلك الأبدان ، حتى توافيهم على الـحوض يوم العطش ).
وهنا قد يقول قائل ان ركضة طويريج بهذا العنوان وبهذه الكيفيـة لا يوجد دليل عليها ، وهي غير متصلة بزمان الـمعصومين (ع) ، لان تاريـخها ليس بالبعيد ، ومصدرها معلوم جزاه الله خير جزاء الـمحسنين .
وجوابه بكل بساطة وعلمية انها (كما يعبرون في الفقه) على القاعدة ، بـمعنى انها منسجمة ومتوافـقة مع ما ورد من الروايات في زيارة الإمام الحسين (ع) ، فهي زيارة وبكاء ، ونصرة وعزاء ، وكل هذه الأمور واردة ومستحبة شرعاً ، إن لم يكن بعضها واجباً بـمعنى من الـمعاني .
وفي الـحقيقة فانه لا يـوجد شك في مشروعية ركضة طويريج ، بل يوجد اطمئنان تام عندنا بأنها مقبولة وراجحة عند إمامنا الـمهدي أرواحنا له الفداء .
وهي واقعاً من أقوى الشعائـر الـحسينية تأثيـراً ، وأكثرها تعبـيـراً ، وهي أعظم رسالة ، وبأنـقى صورة وحالة ..
© Alhawza News Agency 2019